kawalisrif@hotmail.com

بدء موسم جني الثمور بالمغرب … وتوقعات بحصيلة جيدة هذه السنة !!

بدء موسم جني الثمور بالمغرب … وتوقعات بحصيلة جيدة هذه السنة !!

تحت شمس تافيلالت الحارقة، يشدّ مصطفى صديقي حزامه جيدًا، ويثبت منجله ومقصه في متناول اليد، قبل أن يشرع في صعود نخلة شاهقة. بخبرة السنين ويدين صقلتهما التجربة، يقطف ثمارًا ليست مجرد غذاء… بل “ذهبًا بنيًا” قد يصل وزن النخلة الواحدة منه إلى أكثر من 100 كلغ.

على ضفاف وادي زيز بأرفود، تصطف أشجار النخيل كموكب أخضر يعلن موسمًا وفيرًا، يزرع الأمل في قلوب الفلاحين بعد مواسم متذبذبة. يقول مصطفى، الفلاح الخمسيني: “أمطار الخير وحرارة الصيف أنقذتا الموسم، ونحن ننتظر اللحظة التي يتحول فيها لون الثمار من الأخضر إلى الذهبي أو الأحمر الداكن… لحظة ولادة الحصاد.”

لكن المهمة شاقة، فالتسلق ليس مجرد عمل روتيني؛ إنه اختبار لليقظة والشجاعة. ومع انطلاق الجني، تتدفق العراجين إلى الأسواق، حيث يعج سوق أرفود الشهير بالحركة، بين باعة يفاخرون بأصناف “المجهول” و”الفكوس” و”ترزاوة” و”بوسليخن”، وزبائن يتنقلون بين الأسعار التي تبدأ من 20 درهما وتصل إلى 90 للكيلوغرام.

ولم يعد السوق وجهة للفلاحين والتجار فقط، بل صار محطة سياحية. ريبيكا، سائحة من بلاد الغال، تقول بانبهار: “كل شيء في المغرب مذهل، من الطبيعة وكرم الضيافة إلى صخب الأسواق. لكن سوق التمور بأرفود له سحر خاص، حيث تكتشف أصنافًا لم أرَ مثلها من قبل.”

موسم التمور لم يعد مجرد جني تقليدي، بل صناعة متكاملة بجهة درعة-تافيلالت، التي تؤمن وحدها حوالي 90% من الإنتاج الوطني. هذا القطاع يخلق مئات الآلاف من فرص العمل الموسمية، من الحقول إلى النقل والتغليف والتسويق.

وحسب وزارة الفلاحة، بلغ الإنتاج الوطني 103 آلاف طن خلال موسم 2024-2025، بانخفاض طفيف عن السنوات السابقة، بينما يراهن المهنيون على موسم استثنائي خلال 2025-2026 بفضل الظروف المناخية المواتية. كل ذلك في أفق تحقيق رؤية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تراهن على غرس 5 ملايين نخلة جديدة ورفع الإنتاج إلى 300 ألف طن سنويًا.

إنها ليست مجرد حبات تمر… إنها حكاية صبر وصمود، ورمز لواحات تنبض بالحياة، وجسر يربط الماضي العريق بمستقبل واعد.

06/09/2025

Related Posts