اعتقلت الشرطة الوطنية الإسبانية، قبل أيام، ميمون بوشيخ الملقب بـ”الزبيحرا”، عضو جماعة الناظور عن صفوف الأغلبية، وذلك عقب مذكرة بحث دولية وطلب تسليم قدّمه المغرب بناءً على طلب صادر عن النيابة العامة بالناظور.
وبحسب مصادر أمنية ، فقد انتقلت عناصر من الشرطة القضائية بالناظور، أمس الجمعة، إلى برشلونة لتسلم الموقوف وإعادته إلى المغرب بعد أكثر من سنتين من الفرار إلى إسبانيا.
لكن قصة “الزبيحرا” لا تتوقف عند مجرد عملية توقيف عابرة، بل تمتد إلى ما يشبه سيناريو هوليودي طويل الأمد. فبعد أكثر من سنتين من “الهروب التكتيكي” بين شوارع برشلونة، ظل اسم بوشيخ يحوم في أروقة جماعة الناظور كعضو “مقدّس لا يُمس”، رغم أن اسمه ارتبط أكثر بملفات النصب والاحتيال ومذكرات البحث الثلاث المسجلة في حقه.
الزبيحرا، المنتمي لحزب رئيس الجماعة ـ الاتحاد الاشتراكي ـ لم يكن مجرد عضو عادي، بل تحوّل إلى رمز يجمع بين براعة التخفي ومهارة الاحتيال، في صورة جعلت حتى متابعي الشأن المحلي يتساءلون: كيف لرجل مطارد قضائياً أن يحتفظ بكرسيه داخل مؤسسة منتخبة؟
ورغم أن “كواليس الريف”، أماطت اللثام عن ملفه الثقيل، إلا أن مجلس الجماعة مارس “فن اللامبالاة”، وفضّل الصمت على أي محاولة لمساءلة غيابه أو طرح موضوع عزله، إلى أن جاء الضغط الرسمي من السلطات، ما اضطر الرئيس إلى إدراج نقطة “عزل الزبيخرا” ضمن جدول أعمال دورة ماي الماضي قبل أن يدلي الرئيس بملف طبي لصديقه زبيحرا الموقوف ، مما حال دون إقالته .
ومع اعتقاله وتسليمه المرتقب إلى القضاء المغربي، يُطرح سؤال جوهري: هل يكون هذا الحدث بداية تنظيف البيت الداخلي لجماعة الناظور من الأسماء الملطخة بالملفات القضائية .
06/09/2025