يرى جيفري هينتون، أحد رواد الذكاء الاصطناعي الحديث، أن البشرية على مشارف تحوّل جذري قد يكون مذهلًا في خيره أو شرّه، محذرًا من أن التقدم السريع في هذا المجال قد يزيد التفاوت الطبقي العالمي ويضع البشر أمام واقع يفقدون فيه السيطرة على تقنياتهم. وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، شدد هينتون على أن قوة الذكاء الاصطناعي ستُستغل غالبًا لتعظيم أرباح الأقلية وليس لتحسين حياة الأغلبية، مؤكدًا أن النماذج اللغوية الكبيرة مثل “شات جي بي تي” قد تجاوزت بالفعل حدود محاكاة الذكاء البشري، ومن المتوقع أن تتفوق مستقبلًا على الإدراك البشري في التحليل واتخاذ القرار، ما لا يعد بالضرورة إنجازًا إيجابيًا.
وحذر هينتون من المخاطر الوجودية للتكنولوجيا الحديثة، بما فيها إمكانية تطوير أسلحة بيولوجية من قبل أي فرد يمتلك الأدوات والمعرفة اللازمة، مشبّهًا ذلك بإمكانية صناعة قنبلة نووية بمساعدة “مساعد ذكي”. وأشار إلى أن صانعي القرار الغربيين يغلب عليهم الاهتمام بالمصالح الاقتصادية على الاعتبارات الأخلاقية، بينما تبدو الصين أكثر وعياً بهذه المخاطر، نظرًا لخلفيات بعض سياسييها الهندسية وفهمهم العميق للتحديات التكنولوجية.
على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، توقع هينتون أن يؤدي الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي إلى فقدان آلاف الوظائف مع تضاعف أرباح الشركات المالكة للتقنيات، مؤكدًا أن النظام الرأسمالي هو المسؤول عن توجيه هذه التقنية لخدمة الأرباح على حساب العدالة الاجتماعية. وأعرب عن تشككه في حلول مثل الدخل الأساسي الشامل، مؤكدًا أن البشر يحتاجون إلى الإحساس بالكرامة وقيمتهم ومساهمتهم في المجتمع. وفي تصور مستقبلي للتحكم في الذكاء الاصطناعي، دعا إلى برمجته على حماية البشر ورعايتهم كما تفعل الأم لطفلها، واصفًا ذلك بالأمل الوحيد لتجنب سيطرة الآلات على مصير الإنسانية.
06/09/2025
