رغم انقضاء موسم الصيف والحفلات الذي كان يُبرَّر به الضغط على الطلب، ما زال سعر الدجاج بالمغرب يحلق في مستويات قياسية، في مشهد يثير استغراب واحتقان المستهلكين الذين كانوا ينتظرون انفراجاً في الأسعار مع تراجع الطلب.
غير أن ما يحصل يكشف أن الأمر أبعد من مجرد تقلبات موسمية، بل يبدو وكأنه مخطط محبوك تتحكم فيه أطراف خفية، مستفيدة من معاناة المواطن البسيط. فالمربون والموردون يعلقون المسؤولية على كلفة الأعلاف والطاقة، فيما يبرز دور الوسطاء والسماسرة الذين يحولون السوق إلى ساحة مضاربات منظمة، تدفع ثمنها الفئات الهشة بأضعاف ما تستحقه سلعة أساسية.
هذا الوضع المقلق يطرح تساؤلات حارقة: من يربح من استمرار الغلاء؟ وهل تُرك السوق فوضوياً ليصبح أداة لامتصاص جيوب المواطنين؟
أصوات غاضبة تطالب اليوم بتدخل صارم من السلطات لمراقبة الأسعار وضبط قنوات التوزيع، بل ومحاسبة كل من يتلاعب بقوت المغاربة. فاستمرار ارتفاع أسعار الدجاج لم يعد مجرد مشكل اقتصادي عابر، بل صار مؤشراً على أزمة أخلاقية وسوق تحكمها لوبيات لا ترى في المواطن سوى وسيلة لزيادة أرباحها.
07/09/2025