في قلب مقر جماعة أكليم ببركان ، والتي يفترض أن تكون نموذجًا في الشفافية وخدمة المواطن، تكشف معطيات مثيرة عن فضيحة غير مسبوقة مرتبطة بكيفية تدبير مكاتب الجماعة واستعمالها. ففي الولاية السابقة كان المكتب المتواجد قرب مدخل الجماعة مخصصًا لمصلحة الممتلكات الجماعية، ويضم قسمًا أماميًا لاستقبال المواطنين وقسمًا داخليًا لاستعمال الأرشيف، غير أن هذا الفضاء تحوّل بشكل لافت إلى مكتب رسمي للرئيس.
ومع وصول الرئيس الحالي فتحي علاوي إلى رئاسة الجماعة، لم يكتف باستغلال المكتب كفضاء إداري، بل عمد إلى إدخال تعديلات مثيرة، حيث جهز القسم الخلفي بكنبة فاخرة للجنس ، وثلاجة وباب زجاجي عاكس على شكل مرآة يمنع الرؤية من الخارج. وحسب شهادات متطابقة حصل عليها التحقيق، تحوّل هذا المكتب المغلق إلى مكان سري يُستعمل لعقد جلسات ولقاءات غير رسمية مع فتيات من الإقليم والنواحي، وسط حديث عن سخاء مبالغ فيه من طرف الرئيس تجاه “الجنس اللطيف”.
الأدهى أن الرئيس، وفق نفس المصادر، كان ينبه نوابه بعدم إزعاجه أثناء وجوده داخل المكتب، في وقت صار فيه الفضاء العمومي أقرب إلى “وكر للدعارة” بعيد كل البعد عن الغرض الإداري. التحقيق أظهر كذلك أن غياب الرئيس، خاصة خلال سفره المتكرر إلى بلجيكا، لم يمنع استمرار استغلال المكتب، بل فتح الباب أمام بعض نوابه للانغماس في الممارسات نفسها، ما يعمق منسوب الفضائح داخل المجلس.
هذه الممارسات أثارت صدمة في أوساط الساكنة، التي تساءلت عن مصير الأخلاقيات المفترضة في المسؤولين العموميين، وعن حدود استغلال المرافق الجماعية لأغراض شخصية وشبهات أخلاقية. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتدخل الجهات الوصية لفتح تحقيق رسمي في الموضوع وكشف حقيقة ما يجري خلف الجدران، أم أن الملف سيُطوى كسابقيه وسط صمت يفاقم أزمة الثقة بين المواطن ومؤسساته؟
07/09/2025