شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية مساء اليوم حدثًا استثنائيًا على هامش لقاء القادة الدينيين لمسلمي دول مجموعة “بريكس”، مع انطلاق فعاليات جائزة بريكس للقرآن الكريم، بمشاركة نخبة من القرّاء والحفّاظ من الدول الأعضاء، إلى جانب حضور لافت للجاليات المسلمة في البرازيل وأمريكا اللاتينية.
الجائزة، التي تُنظّم لأول مرة ضمن الأنشطة الثقافية والدينية المصاحبة لتوسّع “بريكس”، تهدف إلى إبراز القيم الروحية المشتركة بين شعوب المجموعة، وتعزيز دور القرآن الكريم كـ جسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الشرق والغرب، في رسالة واضحة تدعو إلى السلام والاحترام المتبادل بين الشعوب.
وقد تنافس المشاركون في تلاوات قرآنية متنوعة، جسدت جماليات الأصوات وتعدد المدارس في التجويد والأداء، وسط تفاعل حيوي من الجمهور الذي غصّت به قاعة الفعالية. كما كرّمت اللجنة المنظمة عدداً من القرّاء الشباب، تقديراً لبراعتهم في الحفظ والتلاوة، وتشجيعاً للأجيال الجديدة على التمسك بالهوية الدينية في إطار من الانفتاح الثقافي والتعايش الحضاري.
وأكد المنظمون أن اختيار ريو دي جانيرو لاستضافة الجائزة لم يأت من فراغ، فهي تمثل جسراً حضارياً يربط بين القارات، كما أنها تحتضن واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية، ما يجعلها منصة مثالية لاحتضان مثل هذه الفعاليات الدينية والثقافية الراقية.
وتعد هذه الجائزة إضافة نوعية لمسار “بريكس”، الذي لم يعد يقتصر على الاقتصاد والسياسة فحسب، بل توسّع ليشمل الحوار الروحي والثقافي، ليؤكد أن القرآن الكريم يمكن أن يكون أداة فعالة لتعزيز قيم التسامح والتقارب بين الشعوب والثقافات.