في مشهد سياسي جديد، يعود نزار بركة للواجهة بأسلوب يشبه خطوات سلفه عباس الفاسي، حيث بدأ ممارسة المعارضة من داخل الحكومة نفسها. بركة، الذي عاد إلى موقعه داخل هياكل السلطة، يشهد اليوم تصعيداً من بعض الأذرع الاستقلالية التي تهاجم السياسات الحكومية، في حين تبرز رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين بمذكرة تنتقد أداء الحكومة في 2025 وتطالب بوضع ميزانية أكثر طموحاً لعام 2026.
ورغم الملاحظات والانتقادات، يثير أسلوب بعض الاستقلاليين تساؤلات حول مصداقية انتقاداتهم، خصوصاً فيما يتعلق بقطاعات حساسة تُدار من طرف قيادات الحزب. فالحديث عن التخليق والشفافية داخل الوزارات التي يشغلها الاستقلاليون يبدو غائباً، بينما يتم التركيز على مطالب سياسية وشخصية لصالح قيادة الحزب، ما يعكس ازدواجية في الموقف بين النقد السياسي والمصالح الداخلية.
ويبدو أن استراتيجية بركة، المستوحاة من تجربة عباس الفاسي، تهدف إلى استثمار موقعه داخل الحكومة لتعزيز نفوذ الحزب، مع الحفاظ على صورة المعارضة التي يمكن أن تتحرك بها الأذرع الاستقلالية عند الحاجة. لكن هذا الأسلوب يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى الانتقادات وعمقها، خاصة أمام العجز المسجل في بعض القطاعات الحيوية مثل الماء والنقل، ما يفتح الباب أمام نقاش حقيقي حول الأولويات الحزبية مقابل مصالح المواطنين.
07/09/2025