شهدت شواطئ شمال سيدني عشية أمس السبت 6 شتنبر 2025 مأساة صادمة هزّت مجتمع محبي الرياضات المائية في أستراليا والعالم. ميركوري “مير” بسيلاكيس، رجل في الخامسة والخمسين من عمره، فقد حياته بعد أن تعرض لهجوم مفاجئ من قرش ضخم أثناء ممارسة رياضة ركوب الأمواج، بينما كان يحاول حماية أصدقائه.
بحسب شهادة صديقه المقرب وتوبي مارتن، وهو سابقًا محترف في ركوب الأمواج، كان بسيلاكيس في مؤخرة المجموعة يحاول جمع الجميع معًا حين هاجمه القرش بشكل مباشر، ما جعله يواجه أسوأ سيناريو ممكن. وأضاف مارتن أن أصدقائه تمكنوا من سحب جثته الممزقة بعد أن التهم القرش جزء منها ، لمسافة تقارب 100 متر نحو الشاطئ بعد فقدانه لساقيه.
أحد الشهود، مارك مورغنثال، وصف القرش بأنه “ضخم جدًا”، مشيرًا إلى أن طول المسافة بين زعانف ظهره وذيله يوحي بقرش قد يصل طوله إلى ستة أمتار. أما قائد الشرطة المحلي، جون دانكان، فقد أشاد بالشجاعة الهائلة لمجموعة الأصدقاء الذين لم يترددوا في إنقاذ جثمان الضحية رغم الخطر المحدق، مؤكداً أن الإصابات كانت كارثية ولم تترك أي فرصة للنجاة.
فيما لم تتأكد بعد هوية نوع القرش بدقة، يرجّح الخبراء أن يكون قرشًا أبيض كبيرًا، وهو النوع المعروف بنشاطه على السواحل الشرقية لأستراليا خلال موسم هجرة الحيتان. وقد أعرب رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، عن تعازيه، واصفًا الحادث بـ “المأساة الفظيعة” التي تركت أثرًا بالغًا على مجتمع ركوب الأمواج المحلي.
الحادث يأتي بعد أسبوعين فقط من هجوم مماثل على شاطئ كاباريتا، حيث تمكن الضحية حينها من النجاة بعد أن تحطمت لوحته بفعل القرش الأبيض الذي يبلغ طوله خمسة أمتار تقريبًا. السلطات الأسترالية لم تتوانَ عن إغلاق عدة شواطئ كإجراء احترازي، بينما يواصل الخبراء دراسة الحادث لتحديد نوع القرش بشكل دقيق ومنع تكرار المآسي.
سيدني اليوم تودع بطلها الذي ضحى بحياته في سبيل أصدقائه، تاركًا وراءه مثالاً نادرًا على الشجاعة والتضحية في مواجهة قوة الطبيعة.
07/09/2025
