مع بداية شهر شتنبر، تعرف مختلف المناطق المغربية حركية لافتة على مستوى الجرارات والمعدات الفلاحية، في إشارة إلى انطلاق الاستعدادات للموسم الفلاحي المقبل الذي يأمل الفلاحون أن يكون أفضل من سابقاته. وقد شرع المزارعون في قلب التربة وتهيئتها تمهيدا لمرحلة الزرع، المنتظر أن تنطلق جزئيا منتصف الشهر الجاري، على أن تبدأ زراعة الحبوب بمختلف أنواعها مع حلول شهر أكتوبر. وفي منطقة اللوكوس، أكد رشيد الغزاوي، عضو تعاونية فلاحية، أن عمليات تهيئة الأراضي جارية بوتيرة متصاعدة استعدادا لزراعة محاصيل مثل الشمندر السكري والفصة والخرطال، إلى جانب محاصيل أخرى بدأت بالفعل كقصب السكر والبقوليات المتنوعة.
هذه الدينامية مرشحة للتصاعد مع اقتراب موعد الزراعات الخريفية التي تشمل الحبوب والقطاني، والتي تغطي مساحات واسعة من الأراضي البورية. ويعزو الخبراء هذه الروح التفاؤلية إلى التساقطات المطرية التي عرفتها البلاد في مارس الماضي، والتي أعادت الثقة للفلاحين بعد سنوات من الجفاف المتتالي. وفي هذا السياق، يرى الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أن الإنتاج الوطني يعاني من تقلص المساحات المزروعة وتراجع المردودية، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة تراهن على استراتيجية الزرع المباشر كآلية للحفاظ على رطوبة التربة، والتقليل من كلفة الإنتاج، ومواجهة تقلبات المناخ.
وأكد أوحتيتا أن الجفاف ما هو إلا أحد تجليات التغيرات المناخية التي أعادت رسم الخريطة الزراعية بالمغرب، حيث أصبحت مناطق الغرب والشمال تساهم بأكثر من 80 في المائة من إنتاج الحبوب، بعدما كانت مناطق عبدة ودكالة تتصدر المشهد سابقا. ودعا الخبير إلى ضرورة إنجاز دراسة مجالية دقيقة تحدد خصائص كل منطقة، وأصناف الزراعات الملائمة لها، وتوقيت الزرع المناسب، بما يمكن من تعزيز الإنتاجية وتقليص الخسائر السنوية التي يواجهها الفلاحون بسبب التحولات المناخية المتسارعة.
08/09/2025