kawalisrif@hotmail.com

صورة  :    شاب من مليلية بين قتلى الهجوم المسلح الأخير بالقدس

صورة : شاب من مليلية بين قتلى الهجوم المسلح الأخير بالقدس

كشفت وسائل إعلام إسبانية أن أحد ضحايا الهجوم المسلح الذي هزّ مدينة القدس يوم الأحد، هو شاب إسباني من مليلية ، ينتمي إلى الطائفة اليهودية. الضحية يُدعى يعقوب پينتو (Yaakov Pinto)، ويبلغ من العمر 25 عامًا، وكان قد عقد قرانه حديثًا قبل أن يُغادر مسقط رأسه إلى إسرائيل حيث استقر، قبل أن يُقتل في الهجوم الدموي.

وقد خلّف خبر مفتل يعقوب پينتو صدمة واسعة في الأوساط المحلية بمليلية المحتلة، خاصة وأنه ينتمي إلى الطائفة اليهودية التي ما تزال تحتفظ بجذور تاريخية في المدينة، رغم أن جزءًا كبيرًا من أبنائها هاجر إلى إسرائيل في موجات متعاقبة خلال العقود الماضية. وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة الروابط المعقدة بين مليلية المحتلة وإسرائيل، سواء عبر الهجرات السابقة أو العلاقات العائلية والدينية المستمرة. كما تكشف عن البعد الجيوسياسي الخاص للمدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، باعتبارهما فضاءين تتقاطع فيهما الهويات، وتتفاعل فيهما انعكاسات الصراعات الإقليمية على المجتمع المحلي.

الهجوم الذي وقع عند محطة للحافلات على مشارف القدس يوم الاثنين، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين، بينهم ستة في حالة خطيرة. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أن جنديًا ومدنيًا مسلحًا قتلا المهاجمين في موقع الحادث، فيما أظهرت كاميرات المراقبة فرار المارة بعد سماع دوي إطلاق النار. وقالت إحدى المصابات، إستر لوجاسي، للتلفزيون الإسرائيلي: “فجأة سمعت صوت إطلاق النار… شعرت أنني أركض إلى ما لا نهاية، واعتقدت أنني سأموت”.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسبانية مقتل مواطن إسباني من مليلية المحتلة، فيما أصدرت فرنسا والاتحاد الأوروبي والإمارات بيانات إدانة للحدث. وجددت الرئاسة الفلسطينية رفضها استهداف المدنيين “من الجانبين”، مؤكدة أن الأمن والاستقرار لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال ووقف “أعمال الإبادة الجماعية في غزة وإرهاب المستوطنين في الضفة، بما فيها القدس المحتلة”.

في المقابل، باركت حركة حماس العملية ووصفتها بأنها “رد طبيعي على جرائم الاحتلال”، فيما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالهجوم دون تبنيه رسميًا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قواته تلاحق مشتبهًا بهم ساعدوا المنفذين، وأشارت الشرطة إلى أن المهاجمين وصلوا بسيارة إلى مفترق مستوطنة راموت شمالي القدس وأطلقوا النار، حيث عُثر في المكان على أسلحة وذخيرة وسكين، وتم توقيف مشتبه به من القدس الشرقية. وأظهر مقطع مصور انتشارًا أمنيًا مكثفًا، فيما نشر الجيش الإسرائيلي وحدات إضافية في القدس ورام الله لدعم عمليات التمشيط.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 64 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، عقب هجوم حماس على إسرائيل الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين، وفق الإحصاءات الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، شهدت إسرائيل والضفة الغربية سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون، شملت إطلاق نار وطعن.

ومن جهته، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى “اختفاء السلطة الفلسطينية من الخارطة”، مؤكّدًا أن إسرائيل “لا يمكن أن تقبل بسلطة تُربي أبناءها على كراهية اليهود”.

وتسلّط هذه الأحداث الضوء على تأثير النزاعات الإقليمية على مدن محتلة شمال المغرب، وكيف أن ارتدادات الصراع في فلسطين المحتلة تتجاوز حدود المنطقة لتصل إلى مليلية وسبتة، مؤكدة أن الاحتلال يولّد أزمات متشابكة تتخطى الجغرافيا، وتلقي بظلالها على المجتمعات المتصلة مباشرة أو بشكل غير مباشر بالحدث.

08/09/2025

Related Posts