kawalisrif@hotmail.com

مليلية … انطلاق “عملية المعرض” لتطويق محاولات الهجرة السرية

مليلية … انطلاق “عملية المعرض” لتطويق محاولات الهجرة السرية

مع إسدال الستار على احتفالات المعرض السنوي بمليلية ، أطلقت السلطات الإسبانية فجر الاثنين عملية أمنية واسعة عُرفت باسم “عملية المعرض”، هدفها الرئيسي منع القاصرين والشباب المغاربة من التسلل إلى الشاحنات المتجهة نحو الموانئ الإسبانية.

مصادر محلية أكدت أن أول حالة جرى رصدها تتعلق بشاب وُجد مختبئاً داخل شاحنة مخصصة لنقل ألعاب الأطفال، وسط ساحة سان لورينثو التي كانت القلب النابض للمعرض. ورغم الضباب الكثيف وضعف الرؤية، تمكنت عناصر الشرطة الوطنية والمحلية من ضبطه بعد تفتيش دقيق.

غير أن القصة لا تقف عند هذا الحد؛ إذ تشير معطيات متطابقة إلى أن مجموعات من المهاجرين، الذين رُفضت طلباتهم للجوء بمليلية المحتلة، يترقبون هذه اللحظة كل عام، حيث تشهد المدينة عملية تفكيك للآليات والمعدات الضخمة استعداداً لرحيلها نحو وجهات أخرى ضمن برنامج مدينة الملاهي المتنقلة. هؤلاء يرون في انسحاب الأضواء وأهازيج “الفيريا” فرصة ذهبية للتخفي بين الشاحنات، أملاً في عبور الضفة الأخرى.

العملية التي تستمر يومين تعرف انتشاراً مكثفاً لعناصر الأمن بمحيط المعرض والميناء التجاري، مع توظيف كلاب مدرّبة، وطائرات مسيّرة، وزوارق لمراقبة أي محاولة تسلل بحراً. كما يشارك أصحاب الألعاب أنفسهم في المراقبة، مخافة أن يُحمَّلوا مسؤولية العثور على مهاجرين في شاحناتهم.

العام الماضي انتهت العملية بتوقيف 26 قاصراً حاولوا التسلل بطرق مشابهة، لكن الأعداد تراجعت هذا الموسم بفعل تشديد الخناق الأمني وتنسيق أكبر بين الأجهزة، وهو ما يجعل حلم العبور إلى أوروبا أكثر تعقيداً أمام هؤلاء الشباب الذين تتقاذفهم خيبات اللجوء وواقع الحدود المغلقة.

“عملية المعرض” تحولت إلى موعد أمني سنوي بمليلية المحتلة، تعكس حجم الضغط المرتبط بالهجرة غير النظامية، كما تكشف الوجه الآخر لاحتفالات الفرح التي ما إن تنطفئ أنوارها حتى تتحول ساحاتها إلى مسرح مطاردات صامتة بين مهاجر يائس وسلطة لا تمنحه سوى المزيد من العراقيل.

والمفارقة المرة أن ألعاب “الفيريا” تواصل رحلتها بسلام نحو مدن أوروبية جديدة لإسعاد أطفالها، بينما أطفال الجنوب يركضون خلف شاحناتها بعيون حالمة، كأن قدرهم الوحيد أن يبقوا دائماً خارج اللعبة.

08/09/2025

Related Posts