أثارت حكومة إقليم مورسيا الإسباني، تزامناً مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، موجة من القلق والجدل بعد إعلانها عن الإلغاء الفوري لبرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، الذي كان يدرسه مئات التلاميذ في عشر مدارس عمومية بالإقليم. ويأتي هذا القرار، الممول من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، استجابة لضغوط سياسية من حزب “فوكس” اليميني المتطرف، مما يعيد سيناريو مشابهًا شهدته العاصمة مدريد قبل أشهر.
وكان البرنامج يسعى إلى تعزيز هوية التلاميذ المغاربة وحفظ روابطهم الثقافية مع بلدهم الأم، من خلال تعليم اللغة العربية وأنشطة تعريفية بالتاريخ والجغرافيا المغربية، بالإضافة إلى تسهيل اندماجهم في المجتمع الإسباني. ورأى المراقبون في هذا القرار انتصاراً سياسياً لحزب “فوكس”، الذي يستهدف، منذ تحالفه مع الحزب الشعبي في عدة مناطق، تمرير أجندته للحد من تأثيرات الثقافات الأجنبية في النظام التعليمي الإسباني، خاصة المرتبطة بالعالم العربي والإسلامي، ما يعكس استراتيجية لإرساء رؤية أحادية للهوية الثقافية.
ويثير القرار استياء واسعاً في صفوف الجالية المغربية التي تُعد من أكبر الجاليات الأجنبية في إسبانيا، حيث عبر ممثلون عنها عن خشيتهم من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تعميق شعور الأطفال والشباب بالمغترب والعزلة. كما حذر ناشطون حقوقيون من أن هذه السياسات قد تمهد لتمييز ممنهج ضد الأقليات، في ظل تصاعد الخطاب العنصري ضد المغاربة في بعض الأوساط الإسبانية، مما يجعل إلغاء البرنامج مؤشراً على تحولات أعمق في المشهد السياسي والاجتماعي وإشارة مقلقة لمستقبل التعددية الثقافية في البلاد.
10/09/2025