kawalisrif@hotmail.com

“فويلينغ” الإسبانية تغتنم فرصة تراجع «رايان إير» الإيرلاندية وتوسع رحلاتها تجاه المغرب :     فرصة جديدة لمغاربة اسبانيا !

“فويلينغ” الإسبانية تغتنم فرصة تراجع «رايان إير» الإيرلاندية وتوسع رحلاتها تجاه المغرب :     فرصة جديدة لمغاربة اسبانيا !

استفادت شركة الطيران الإسبانية “فويلينغ” من تراجع «شركة رايان إير» في بعض المطارات الإقليمية خلال موسم الشتاء، لتعزز رحلاتها إلى مدينتي سانتياغو وتينيريفي، في خطوة ذكية تهدف إلى سد الفراغ الذي تركته الشركة الإيرلندية. التحرك جاء بعد سلسلة خطوات مماثلة لشركات مثل إيبيريا إكسبرس وويز إير، ما يعكس تنافسًا محتدمًا في سوق النقل الجوي الإسباني خلال الأشهر القادمة.

في سانتياغو، حيث تقلصت عمليات رايان إير بنسبة 80%، رفعت فويلينغ عدد المقاعد بنسبة 15% بين أكتوبر ومارس، ليصل إجمالي المقاعد إلى 857 ألف مقعد، مع إضافة 76.700 مقعد إضافي. كما سيتم إدخال طائرة جديدة بين 15 ديسمبر و6 يناير، على أن تصبح مقيمة بشكل دائم في مطار سانتياغو ابتداءً من صيف 2026. يشمل هذا التوسع 28 رحلة أسبوعية إضافية، منها 6 رحلات جديدة بين سانتياغو وبرشلونة، واستعادة رحلتين أسبوعيتين إلى أليكانتي، إضافة إلى العودة المنتظمة للخطوط الدولية إلى زيورخ والحفاظ على الرحلات إلى لندن وباريس.

أما في جزر الكناري، فقد ألغت رايان إير 400 ألف مقعد وأوقفت جميع الرحلات في مطار تينيريفي الشمالي، لكن فويلينغ تدخلت بسرعة لتعويض هذا الفراغ، مع زيادة المقاعد بنسبة 11% لتصل إلى نحو 900 ألف مقعد حتى مارس، مضيفة 25 رحلة أسبوعية إضافية تشمل برشلونة، إشبيلية، سانتياغو، مالقة وأليكانتي.

هذا التحرك لم يكن بمفرده، فقد زادت إيبيريا إكسبرس عدد المقاعد في تينيريفي الشمالي بواقع 15 ألف مقعد، مع ما يصل إلى 8 رحلات يومية إلى مدريد، بينما أضافت 850 مقعدًا في الجنوب. فيما ركزت ويز إير على الرحلات الأوروبية، واستمرت شركة بينتر الكندية في تعزيز مقاعدها بنسبة 30% خلال الشتاء وافتتحت خطًا جديدًا إلى إشبيلية.

ويرجع سبب صراع «رايان إير» مع إدارة المطارات الإسبانية Aena إلى زيادة الرسوم بنسبة 6.5% لعام 2026، ما دفع الشركة الإيرلندية لتقليص مليون مقعد في موسم الشتاء. وأكد رئيس Aena، ماوريشي لوسينا، أن الفراغ الناتج عن رحيل رايان إير سيُملأ تدريجيًا من قبل شركات أخرى مثل فويلينغ وإيبيريا إكسبرس وبينتر وويز إير.

بالنسبة لمغاربة إسبانيا، يمثل هذا التطور فرصة ذهبية، إذ سيتاح لهم الوصول إلى وجهات إسبانية وأوروبية بسهولة أكبر، سواء للزيارة العائلية أو السفر من أجل العمل والدراسة. كما يعزز هذا التوسع شبكة النقل الجوي التي يعتمد عليها آلاف المغاربة المقيمين في جزر الكناري وشمال إسبانيا، مما يسهل تنقلهم ويتيح لهم خيارات أوسع بأسعار منافسة، في وقت تظل فيه شركات الطيران منخفضة التكلفة لاعبًا أساسيًا في حياتهم اليومية.

وفي سياق منفصل، أعلنت Aena عن أكبر مناقصة لمطاعم مطار إل برات، تشمل 49 محلًا بمساحة 20.188 متر مربع، مع عقود تتراوح بين 8 و12 عامًا، وتقدر قيمة الأعمال التجارية بنحو 3.4 مليار يورو، ما يمثل فرصة استثمارية كبيرة لتعزيز خدمات المطار وجذب المسافرين، بمن فيهم المغاربة الذين يشكلون شريحة مهمة من زوار المطار يوميًا.

وفي نهاية المطاف، يبدو أن «رايان إير» اختارت أن تكون المستبدة في سماء الطيران، تخفض المقاعد وتشعل الأزمات بسبب الرسوم، وكأنها تقول: “لن يسافر أحد إلا بشروطي”. لكن السوق الإسباني لم يعد يحتمل هذا التسلط؛ فالشركات المنافسة تحركت بسرعة لتملأ الفراغ وتستعيد ثقة المسافرين. السؤال الآن يطرح نفسه على الطاولة: هل سيتجرأ أحد في المطارات المغربية على منافسة هذا العملاق المستبد بنفس الجدية؟ أم سيبقى الركاب المحليون ضحية لسياسته التعسفية؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة.

10/09/2025

Related Posts