تعيش سواحل أكادير هذه الأيام على وقع تصاعد مثير للهجرة غير الشرعية، بعدما تحوّلت قوارب صيد محلية إلى وسيلة عبور نحو جزر الكناري الإسبانية. في مشهد يختصر معاناة بحّارة يائسين، لم يعد البحر بالنسبة لهم فضاءً لصيد السردين، بل بوابة للهروب نحو “بلاد النور”.
فبعد أسابيع من نجاح أول قارب صيد انطلق من ميناء أكادير ووصل سالماً إلى الكناري وسط استقبال أثار ضجة، تكرر السيناريو من جديد قبل يومين فقط، حيث غادر قارب صغير محمّلاً بخمسة بحّارة، متحدّين المخاطر والأمواج العاتية، ليصلوا إلى وجهتهم الأوروبية وكأنهم في رحلة تحدٍّ مع الموت.
مصادر متطابقة اعتبرت أن هذا المشهد يعكس هشاشة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه قطاع الصيد البحري، خصوصاً في ظل تراجع مردودية صيد السردين، مقابل غياب بدائل اقتصادية تضمن لهؤلاء الشباب حياة كريمة. كما أن ضعف المراقبة البحرية وغياب استراتيجيات وقائية صارمة فتح شهية المزيد من “الحراكة” البحّارة على تكرار المغامرة.
الظاهرة لم تعد مجرد “محاولات فردية”، بل تحوّلت إلى ما يشبه “موسماً للهجرة عبر البحر”، حيث يتناقل البحّارة فيما بينهم قصص الوصول الناجح، فيتحوّل الحلم الجماعي إلى قارب خشبي محمّل بالأمل والمخاطرة.