يعاني المطرح الإقليمي للنفايات بجماعة أولاد ستوت بإقليم الناظور من وضع بيئي خطير، حيث تحوّل إلى مصدر تهديد مباشر لصحة السكان والبيئة، في ظل غياب بنية تحتية عصرية لمعالجة النفايات أو برامج فعّالة للفرز وإعادة التدوير.
ويستقبل المطرح سنويًا نفايات نحو 16 جماعة ترابية بالإقليم، بما يناهز 131 ألف طن، مرشحة للارتفاع إلى حوالي 145 ألف طن بحلول عام 2034، في أرقام تعكس الضغط البيئي الكبير على المنطقة.
ويأتي الوضع الكارثي نتيجة الموقع غير الملائم للمطرح، إذ يقع فوق فرشة مائية حيوية مهددة بالتلوث المباشر نتيجة تسرب العصارة السامة، وعلى الطريق الوطنية، ما يجعل الروائح الكريهة والأزبال مشهدًا يوميًا للساكنة والمسافرين، بالإضافة إلى حرق النفايات بشكل يومي. كما أن قربه من ساحل البحر الأبيض المتوسط يزيد من خطورة الوضع البيئي ويضع الإقليم في تناقض مع أي رؤية سياحية أو بيئية مستدامة.
ورغم تحذيرات جمعيات المجتمع المدني والساكنة، يظل الوضع دون تدخل فعلي من طرف المسؤولين المحليين، ما يثير تساؤلات حول تواطؤ وتغاضي بعض الأطراف عن حجم الكارثة البيئية، والاكتفاء بإجراءات ترقيعية دون حلول جذرية.
وفي المقابل، تمكنت عدة مدن مغربية خلال السنوات الأخيرة من القضاء على المطارح العشوائية عبر إنشاء مطارح نموذجية ومراكز للفرز والتدوير، في حين يظل الناظور رهين سياسة ارتجالية ولامبالاة، ما يجعل انتشار الأزبال عارًا بيئيًا يسيء إلى سمعة الإقليم.
ويبقى السؤال المطروح: متى سيتوقف هذا العبث البيئي ومن سيحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة بحق البيئة وصحة المواطنين؟
