شرعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في تنزيل خطة صارمة لمواجهة ظاهرة غياب موظفيها عن أماكن عملهم، في خطوة تستهدف الأطباء والممرضين والتقنيين والإداريين على حد سواء. وتندرج هذه المبادرة، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لـكواليس الريف، ضمن جهود الوزارة لتعزيز الانضباط الإداري وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، خاصة في ظل الخصاص الكبير في الموارد البشرية الذي تعاني منه مستشفيات ومراكز صحية عديدة عبر التراب الوطني.
وذكرت المصادر أن لجانا مركزية تابعة للوزارة باشرت خلال الأيام الأخيرة زيارات ميدانية مفاجئة إلى مستشفيات جهوية وإقليمية ومراكز صحية دون سابق إشعار، قصد رصد حالات التغيب وضبط ما يُعرف محليا بـ”السلايتية”. وكشفت المعطيات أن هذه الزيارات تأتي بتعليمات مباشرة من الوزير أمين التهراوي، وتشكل رسالة تحذير شديدة اللهجة للأطر التي تتخلف عن أداء مهامها دون مبرر، حيث يرتقب اتخاذ عقوبات إدارية قد تصل إلى توقيف الأجور أو تفعيل مسطرة العزل.
في السياق نفسه، أوضح مصدر مسؤول بالوزارة أن هذه الإجراءات تندرج في إطار رؤية إصلاحية شاملة تقوم على تعزيز الحكامة وتطوير الموارد البشرية، مع إرساء بيئة عمل مشجعة للأطر الطبية. وأضاف أن المخطط يشمل تحسين البنيات التحتية الصحية وتوسيع برامج التكوين المستمر، بما يواكب الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية وتوفير التغطية الصحية للملايين من المغاربة. واعتبر المصدر أن نجاح هذه المبادرات مرهون بمدى التزام الأطر الطبية وتوزيعها العادل على مختلف جهات المملكة لضمان عدالة الولوج إلى الخدمات الصحية.
11/09/2025