شهدت حالة السدود بالمغرب، وفق المعطيات الرسمية للمديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، استمرار دينامية الانخفاض في مستويات الملء اليومية، وإن بوتيرة أبطأ مقارنة بفصلي الصيف (يوليوز وغشت). وبلغت نسبة الملء الإجمالية 33.47 في المائة، مقارنة بـ27.88 في المائة في نفس الفترة من السنة الماضية، ما يعكس تحسناً نسبياً بمقدار 5.6 نقاط على المستوى السنوي، ويشير إلى احتفاظ السدود بمجموع 5.61 مليارات متر مكعب من إجمالي القدرة التخزينية البالغة 16.76 مليار متر مكعب.
وتكشف قراءة توزيع المياه بين الأحواض المائية عن تفاوت واضح، إذ سجل حوض سبو نسبة ملء بلغت 44 في المائة مع أكبر سدوده “الوحدة” عند 47 في المائة، بينما حافظ حوض أبي رقراق على أعلى نسَب الملء منذ الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 63 في المائة. وفي المقابل، استقر حوض اللوكوس عند حوالي نصف سعته الإجمالية، فيما سجلت أحواض ملوية وتانسيفت انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 26.37 و41.46 في المائة على التوالي، بينما بلغ حوض زيز كير غريس جنوب شرق المملكة نسبة 48 في المائة. أما حوض أم الربيع الكبير فظل يعاني من مستويات منخفضة جداً، حيث لم تتجاوز نسبة الملء فيه 10.46 في المائة، مع تسجيل سد المسيرة 2.92 في المائة وسد بين الويدان 16.11 في المائة.
وفي ظل هذه المؤشرات، يعلق الفلاحون وخبراء المياه آمالهم على أمطار فصل الخريف لتعويض النقص في الحقينات، بينما تتزايد الدعوات إلى تسريع استغلال المشاريع المائية المتعلقة بالربط ونقل الموارد لتفادي سيناريوهات أكثر سوءًا. ويأتي هذا في سياق استمرارية الجفاف للسنة السابعة على التوالي، ما يفرض على السلطات مواصلة تعزيز جاهزية المملكة لمواجهة الإجهاد المائي المزمن وحماية الموارد المائية الأساسية للبلاد.
11/09/2025