شهدت مياه سبتة يوم الخميس الماضي مرور يخت فاخر يرفع العلم المغربي، يرافقه سفينتان حربيتان ويخت آخر مصطف خلفهما، في مشهد أثار اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية على حد سواء. الحدث اعتُبر رسالة رمزية مرتبطة بممارسة المغرب لسيادته البحرية وحضوره في المنطقة، أكثر من كونه مجرد مرور بروتوكولي عابر.
هذا المشهد ليس الأول من نوعه؛ ففي يوليو الماضي رُصد اليخت نفسه بمنطقة “Recinto”، كما سبق أن تم توثيق مرور قوارب ملكية قرب سبتة خلال أعوام سابقة، من بينها واقعة 2014 حين تم اعتراض زورق ملكي، وأخرى عام 2020 عندما ظهر العاهل المغربي على متن يخت بخليج جنوب المدينة. هذه التحركات كانت تثير في كل مرة نقاشاً في الصحافة الإسبانية، بين التغطية الإعلامية وردود الأفعال الرسمية التي تراوحت بين التجاهل والتوضيح.
وتواصل هذه التحركات خلال صيف العام الجاري، حيث تم تسجيل عدة مرات مرور قوارب مغربية مرتبطة بالعائلة الملكية قرب سبتة، وهو ما اعتُبر إشارة واضحة على أن المغرب يواصل تأكيد حضوره في هذه المنطقة البحرية الاستراتيجية.
الصور التي وثقتها الصحافة الإسبانية عكست بدورها حالة من الجدل السياسي والإعلامي، خصوصاً في ظل حساسية الملف المرتبط بسبتة ومليلية والعلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد. ويرى مراقبون أن مرور الموكب الملكي في هذه المياه ليس حدثاً عادياً، بل يدخل في إطار رسائل سيادية متكررة، تؤكد أن المغرب يعتبر وجوده في المنطقة جزءاً من ممارسة فعلية لسلطاته البحرية.
في المقابل، تحاول إسبانيا التعامل مع هذه الأحداث لتفادي أي تصعيد سياسي مباشر، مع الاكتفاء غالباً بمتابعة ردود الأفعال الإعلامية والرسمية داخل البلد.
وبينما تستمر هذه التحركات في لفت الانتباه خلال الفترات الصيفية بشكل خاص، يظل مرور اليخوت الملكية المغربية في مياه سبتة حدثاً يعكس تداخل الجغرافيا بالسياسة، ويكشف عن حساسية هذا الفضاء البحري المشترك بين الجانبين.
11/09/2025