في تطور جديد يعكس حجم الارتباك الذي يعيشه الداخل الإسرائيلي تحت ضغط الأوضاع الأمنية المتأزمة، أعلن أفنير نتنياهو، الابن الأصغر لرئيس وزراء الكيان، عن فسخ خطوبته من أميت يارديني بعد سلسلة من التأجيلات المتكررة لحفل الزفاف.
كان مقرراً أن يتم عقد قران أفنير، البالغ من العمر 30 سنة، منتصف نوفمبر الماضي، غير أن غارة بطائرة مُسيّرة تابعة لحزب الله على محيط أحد مقار إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية دفعت العائلة إلى إرجاء الحفل. ومع تجدد التوترات إثر الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيرانية نووية وعسكرية، وما أعقبه من تبادل صاروخي دام 12 يوماً، وجد الزوجان نفسيهما مرة أخرى أمام استحالة تنظيم الحفل المقرر في يونيو 2025، بسبب القيود الأمنية الصارمة التي فرضتها قيادة الجبهة الداخلية.
لم يقف الأمر عند الاعتبارات الأمنية وحدها، بل إن المعارضة الإسرائيلية لوّحت بالاحتجاج قرب مكان الاحتفال، ما زاد من حدة التوتر وأجبر السلطات على اتخاذ إجراءات استثنائية شملت نصب حواجز وتشديد المراقبة الجوية. واعتبر مراقبون أن ما كان يفترض أن يكون حدثاً عائلياً تحول إلى ورقة ضغط سياسي جديدة على نتنياهو.
مصادر مقربة من العائلة أكدت أن أفنير غادر المنزل الذي كان يتقاسمه مع خطيبته منذ سنتين، مفضلاً “أخذ وقت للتفكير” قبل اتخاذ قرار الانفصال النهائي. ويُنظر إلى هذه الخطوة كدليل إضافي على أن عائلة نتنياهو نفسها لم تسلم من تداعيات الصراع الإقليمي والعزلة الداخلية.
تصريحات نتنياهو الأب، الذي قال: “لكل منا ثمن شخصي، وعائلتي لم تُستثنَ من ذلك”، أثارت انتقادات واسعة واعتُبرت محاولة لاستدرار التعاطف الشعبي في ظرف دقيق.
على عكس شقيقه الأكبر يائير، الذي اشتهر بخطابه الاستفزازي على شبكات التواصل الاجتماعي ويقيم حالياً في ميامي، ظل أفنير حريصاً على الابتعاد عن الأضواء. غير أن فسخ خطوبته، بعد تجربة سابقة انتهت سنة 2022 مع نوي بار، يضعه مجدداً في دائرة الضوء، لكن هذه المرة تحت عنوان الفشل في مواجهة ضغوطات الواقع الأمني والسياسي في إسرائيل.
هذا المستجد العائلي يعكس بوضوح هشاشة الوضع الداخلي في إسرائيل، حيث باتت التوترات الإقليمية تمتد إلى أدق تفاصيل الحياة الخاصة، بما في ذلك مؤسسة الزواج. وإذا كان أمن الكيان العاجز لا يضمن حتى إقامة حفل زفاف، فكيف له أن يطمئن شعبه على المستقبل؟ إنها مفارقة لافتة: دولة تدّعي القوة الإقليمية وتتباهى بترسانتها العسكرية، لكنها تعجز عن تأمين ليلة فرح لعائلة حاكمها. مشهد ساخر يلخص واقعاً مرتبكاً… حيث يسقط “خاتم الخطوبة” ضحية للصواريخ والاحتجاجات قبل أن تسقط أي ورقة سياسية في صناديق الاقتراع.
12/09/2025