لم تكن مطاردة المروحية التابعة لوكالة الضرائب الإسبانية لقارب المخدرات في مياه قادش مجرد “مشهد أمني” عابر، بل كانت فضيحة تليق فقط بدولة فقدت السيطرة على شواطئها الجنوبية. أن يجرؤ أحد المهربين على مدّ يده ليضرب الطائرة الرسمية، فهذا ليس فقط تحديًا سافرًا، بل صفعة علنية لـ“هيبة مدريد” التي صارت تُهان على مرأى العالم.
الواقعة تكشف ما يتحدث عنه الجميع منذ سنوات: الجنوب الإسباني تحوّل إلى فضاء عبثي تتحكم فيه شبكات التهريب أكثر مما تتحكم فيه الدولة نفسها. ملايين تصرف على المروحيات والكاميرات وخطط “الأمن البحري”، لكن عند أول مواجهة حقيقية، تبدو الأجهزة الإسبانية مثل لاعب هاوٍ وسط حلبة ملاكمة مع “بارونات البحر”.
ما حدث في قادش شمال المغرب ، رسالة واضحة: المافيا لم تعد تخشى الدولة، بل صارت تعاملها كخصم ضعيف يمكن السخرية منه أمام الكاميرات. اليوم ضربوا المروحية بأيديهم العارية، وغدًا قد يطالبون برسوم مرور على الدولة نفسها إن أرادت التحليق فوق “المياه التي يسيطرون عليها”!
من المغرب، تبدو الصورة أوضح: إسبانيا التي تدّعي القوة في ملفات الهجرة والصيد البحري، تعجز عن فرض القانون في موانئها وسواحلها. وإن لم تُعلن مدريد حربًا حقيقية على هذه الشبكات، فإن القادم أعظم: مافيا ترفع أعلامها الخاصة على شواطئ الأندلس، وربما، لمَ لا؟ تفتتح مطارها الجوي فوق مياه قادش !
13/09/2025