kawalisrif@hotmail.com

لندن تنتفض … أكثر من 100 ألف في مظاهرة مناهضة للهجرة وتوترات أقصى اليمين تثير الجدل

لندن تنتفض … أكثر من 100 ألف في مظاهرة مناهضة للهجرة وتوترات أقصى اليمين تثير الجدل

شهدت شوارع لندن يومه السبت تجمعًا غير مسبوق، حيث خرج أكثر من 100 ألف متظاهر تحت شعار “توحيد المملكة”، في مسيرة قادها الناشط المعروف من أقصى اليمين تومي روبنسون. المظاهرة، التي تحمل رسائل صريحة ضد الهجرة، أعادت تسليط الضوء على الانقسامات السياسية والاجتماعية في المملكة المتحدة وسط تصاعد موجات المهاجرين عبر بحر المانش.

المتظاهرون، حاملين الأعلام البريطانية وأعلام إنجلترا بصليب القديس جورج، تجمعوا في منطقة ستامفورد ستريت جنوب العاصمة، قبل أن ينطلقوا في مسيرة نحو شمال ووسط المدينة للاحتجاج على زيادة المهاجرين، وعلى سياسة الحكومة التي تقضي بإيواء طالبي اللجوء في الفنادق.

امتدت الحشود من بيغ بن، وعبرت نهر التايمز، ودوّرت الزوايا حتى تجاوزت محطة قطار ووترلو لمسافة تقارب الكيلومتر، في مشهد يعكس قدرة التنظيم على حشد الجماهير، رغم أن الرقم يبقى بعيدًا عن أكبر مظاهرة شهدتها لندن مؤخرًا، والتي دافعت عن حقوق الفلسطينيين وجمعت أكثر من 300 ألف مشارك في نوفمبر 2023.

ولمنع أي اندلاع للعنف، وضعت شرطة العاصمة لندن خطة أمنية ضخمة ضمت 1600 عنصرًا في الشارع، خاصة مع توقع تزامن المظاهرة مع احتجاج مضاد مناهض للعنصرية تحت شعار “مسيرة ضد الفاشية”. في هذه الأخيرة، تجمع عدد من الأشخاص في روسيل سكوير حاملين لافتات تقول: “اللاجئون مرحب بهم” و”معارضو تومي روبنسون”، وهتفوا: “قولوها بصوت عالٍ وواضح، اللاجئون مرحب بهم هنا”.

المسيرة التي يقودها روبنسون، المعروف أيضًا باسم ستيفن ياكسلي-لينون، كانت متجهة نحو وايتهول، قلب السلطة البريطانية، حيث ستقام التجمعات الرئيسة. ومن المنتظر أن يكرم المشاركون تشارلي كيرك، الناشط الأمريكي المحافظ الذي قُتل بالرصاص أثناء إلقاء محاضرة في جامعة بولاية يوتا.

كما من المتوقع أن يشارك في المنصة سياسيون من أقصى اليمين الأوروبي، مثل الفرنسي إريك زيمور وبيتر بيسترون من حزب “البديل لألمانيا” (AfD)، ما يبرز الطابع العابر للحدود لهذه التحركات اليمينية، والرسائل السياسية التي تتجاوز بريطانيا لتصل إلى القارة الأوروبية بأكملها.

لندن بهذا المشهد ليست مجرد عاصمة للمملكة المتحدة، بل أصبحت مرآة لتوترات أوروبا حول الهجرة، التعددية الثقافية، وصعود التيارات اليمينية، في اختبار مباشر لقدرة الديمقراطيات الغربية على إدارة التعددية وسط أزمات عالمية متزايدة.

13/09/2025

Related Posts