تعيش مدينة مليلية المحتلة على وقع انتخابات داخل الطائفة اليهودية، بعد أكثر من أربع سنوات من قيادة المكتب الحالي برئاسة مردخاي غواهنِش. هذا الاستحقاق يأتي في ظرف استثنائي يطغى عليه الحزن، عقب مقتل الشاب يعقوب پينتو بيتان (25 سنة، حديث الزواج) في هجوم بالقدس المحتلة أودى بحياة خمسة أشخاص آخرين وأصاب أكثر من عشرة بجروح.
ورغم فداحة الفقدان الذي هزّ أركان الجماعة، فإن الموعد الانتخابي سيُجرى هذا الأحد بمشاركة لائحة وحيدة يرأسها إلياس شوكرون واهنون، نائب الرئيس الحالي. انتخابات تبدو شكلية في ظاهرها، لكنها محمّلة بدلالات عميقة بالنظر إلى المناخ الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه الطائفة.
تضم الطائفة اليهودية بمليلية المحتلة ما بين 500 و600 فرد، وتُعتبر –وفق أبحاث حديثة على مقبرة بالقصبة العتيقة تعود إلى القرن التاسع عشر– أقدم طائفة يهودية مؤسساتية في إسبانيا. وعلى امتداد عقود طويلة، كان لهذه الطائفة دور ملحوظ في النسيج التجاري والثقافي للمدينة، إذ ما تزال مؤسساتها ومتاجرها شاهدة على هذا الحضور التاريخي.
غير أن هذه الانتخابات تجري في سياق إقليمي متوتر. فالحرب على غزة ألقت بظلالها على الحياة العامة في مليلية، حيث تشير شهادات إلى تزايد المضايقات التي تطال بعض التجار اليهود، تزامنًا مع مظاهرات مؤيدة لفلسطين تعرفها شوارع المدينة المحتلة بشكل متكرر.
وبين أجواء الحزن على فقدان أحد أبنائها، وتصاعد الاحتقان بفعل المستجدات في الشرق الأوسط، تجد الطائفة اليهودية نفسها أمام استحقاق انتخابي أقرب إلى ترتيب البيت الداخلي في مرحلة عاصفة، أكثر منه منافسة سياسية أو ديمقراطية حقيقية.
ورغم كل التعقيدات، يبقى من اللافت أن جزءًا كبيرًا من يهود مليلية ينحدرون من أصول مغربية ضاربة في القدم، حيث جمعتهم عبر التاريخ وشائج الجوار والعيش المشترك مع المغاربة المسلمين واليهود على حد سواء .
14/09/2025