شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، يومه الأحد، حدثًا غير مسبوق في تاريخ طواف إسبانيا للدراجات ، بعد أن اضطرت اللجنة المنظمة لإلغاء المرحلة الأخيرة بشكل كامل نتيجة احتجاجات مؤيدة لفلسطين أوقفت الدراجين على بعد 60 كيلومترًا من خط النهاية. تصاعدت الاحتجاجات بسرعة حتى غصت شوارع بوابة كاستيلانا بالمئات، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن.
وبينما كان الطواف يسير بوتيرة طبيعية منذ انطلاقه من ألاباردو، مع بعض التعديلات الطارئة على الطريق لأسباب أمنية، فاجأت الحشود المحتجين الجميع عند دخول الطاقم إلى قلب العاصمة، حيث رفعوا لافتة ضخمة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وأوقفوا مرور الدراجين، ما اضطر بعضهم، مثل الفرنسي تيبو غورنالك من فريق أركيا، إلى مجابهة الموقف بالقوة لتجاوز الحاجز.
بعد التدخل، تم توجيه الطاقم إلى حدائق القصر الملكي، ثم أعلنت اللجنة المنظمة رسميًا إلغاء المرحلة. كما قررت السلطات عدم إقامة حفل تتويج الفائزين على منصة بلازا دي سيبيليس، الذي كان من المقرر أن يكرّم أحد دراجي فريق إسرائيل بريمير تك، الذي تعرض لهجوم مباشر من قبل المحتجين، بينما حصل الأمريكي ماثيو ريتشيتيلو على جائزة أفضل شاب في الطواف.
هذا الإلغاء التاريخي يُضاف إلى قائمة المراحل المضطربة في النسخة الحالية من الطواف، حيث شهدت مرحلة بيلباو إلغاء خط النهاية في آخر ثلاثة كيلومترات دون تتويج، ومرحلة كاسترو دي هيرفيل انتهت قبل 8 كيلومترات بفوز إيجان بيرنال.
رغم كل الاضطرابات، توج الدنماركي يوناس فينغغارد بطلًا للنسخة التسعين من طواف إسبانيا، لكن هذه الدورة ستظل محفورة في التاريخ كأكثر نسخة اضطرابًا وإشكالية، ليس بسبب المنافسة الرياضية وحدها، بل بسبب أحداث سياسية واجتماعية خرجت عن نطاق السيطرة.
الحدث يعكس مرة أخرى هشاشة التوازن بين الرياضة والسياسة في أوروبا، حيث تتحول المسابقات الكبرى أحيانًا إلى ساحة لتصعيد القضايا الدولية، على حساب المشاهد الرياضية والمنافسة النزيهة.
