kawalisrif@hotmail.com

الحسيمة تحتضن ندوة فكرية هامة لتعميق الوعي بـ “الذاكرة والثورة الريفية”

الحسيمة تحتضن ندوة فكرية هامة لتعميق الوعي بـ “الذاكرة والثورة الريفية”

احتضنت مدينة الحسيمة أمس السبت حدثًا ثقافيًا وفكريًا بارزًا، في إطار ندوة علمية نظمتها مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم بتطوان، بالتعاون مع فضاء ميرامار للتنشيط الثقافي. وتهدف الندوة، التي حملت عنوان “الذاكرة والثورة الريفية”، إلى تسليط الضوء على محطات مفصلية من تاريخ الريف وربطها بالذاكرة الوطنية المشتركة، في محاولة لتعزيز الوعي الجماعي بالتجربة التاريخية للمنطقة.

يأتي هذا اللقاء في وقت تزايد فيه الاهتمام الأكاديمي والمدني بتاريخ الريف، خاصة وأن المؤسسة المنظمة معروفة بجهودها في نشر الأبحاث والدراسات الأكاديمية التي تهتم بتاريخ الشمال المغربي. ومن المنتظر أن شكلت الندوة، التي شارك فيها نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي، فرصة لفتح نقاش واسع حول أهمية استحضار الثورة الريفية كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية الجامعة، وكمرجع لإبراز قيم الصمود والمقاومة.

وتضمن برنامج الندوة، الذي أدارها الأستاذ صديق عبد الكريم، سلسلة من المداخلات القيمة. حيث قدم الدكتور محمد طارق حيون، وهو شخصية بارزة في مؤسسة عبد الخالق الطريس، قراءة في كتاب “أيام في الذاكرة بين تفنسة والحسيمة”، الذي يوثق لتجارب ووقائع من الذاكرة المحلية.

كما قدم الأستاذ حسن سيكا قراءة في المؤلّف الجماعي “الثورة الريفية من 1909 إلى 1956″، وهو عمل بحثي يسعى لتوثيق الأحداث المفصلية وإبراز بعدها الوطني. وتكتملت الصورة بمداخلة مهمة للدكتور محمد سعيد الدردابي، الباحث والسينمائي المعروف، حول “الثورة الريفية من خلال السينما الكولونيالية”، حيث تناول موضوعاً مرتبطاً بشكل وثيق بأطروحته للدكتوراه التي نالها بامتياز، والتي ركزت على “شمال المغرب في مرآة السينما الكولونيالية”. وتخلل مداخلته عرض لفيلم وثائقي يعكس صورة الريف في الإنتاجات البصرية الاستعمارية.

ويؤكد تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية في فضاء ميرامار، الذي بات يشكل منارة ثقافية في الحسيمة من خلال مكتبته وأنشطته المتنوعة، على الحيوية الثقافية للمنطقة ودورها المتزايد في إثراء الحوار الفكري حول تاريخها وهويتها. وتأتي الندوة لتعزز مكانة الحسيمة كمركز إشعاع ثقافي يجمع بين الباحثين والمثقفين لتعميق الفهم التاريخي للمنطقة وإرثها النضالي.

14/09/2025

Related Posts