في خضم التوترات المتفاقمة في المنطقة وما أحدثه الهجوم الإسرائيلي على قطر من صدمة سياسية وأمنية، عاد النقاش مجددا حول مستقبل حلف شمال الأطلسي ومعايير صموده أمام تحديات غير مسبوقة. فالهجوم لم يقف عند حدود العلاقات الثنائية، بل أثار تساؤلات عميقة بشأن دور الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو وموقعهم داخل المنظومة الأمنية الدولية.
مايكل وولش، الباحث الأول غير المقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية والعضو السابق في فريق خبراء الناتو، اعتبر في مقال رأي نشرته صحيفة “إندبندينتي” الإسبانية أن أي اعتداء من طرف حليف رئيسي غير عضو في الناتو على آخر يشكل تهديدا وجوديا للحلف. وأشار إلى أن الوضع الراهن بين إسرائيل وقطر، باعتبارهما من الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو، يطرح إشكالا معقدا حول احترام السيادة والمعايير التي طالما ساهمت في استقرار المنظومة الأطلسية.
وأكد وولش أن الحادثة تستدعي إعادة صياغة مفهوم “الحليف الرئيسي من خارج الناتو”، وإعادة النظر في القواعد التي تضبط العلاقة بين الأعضاء والشركاء. وطرح تساؤلات صعبة أمام صانعي القرار في الحلف، من بينها: هل يحق للحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو شن هجمات عسكرية على أراضي دول أخرى شريكة أو عضو في الناتو دون موافقتها؟ وهل يُسمح لهم بتوفير ملاذ آمن لجهات مصنفة إرهابية من قبل أطراف فاعلة داخل الحلف؟ ليخلص إلى أن غياب مراجعة جذرية لهذه المعايير قد يدفع الناتو إلى مواجهة أزمات تهدد تماسكه على المدى الطويل.
15/09/2025