أثارت مباراة توظيف أستاذ محاضر في ديداكتيك اللغة الأمازيغية بالمدرسة العليا للتربية والتكوين التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة موجة من التساؤلات حول شروط النزاهة العلمية وكفاءة أعضاء اللجنة والمترشح نفسه، بعد تداول مؤشرات تشير إلى عدم إتقان الأخير للغة الأمازيغية، إلى جانب افتقار بعض أعضاء اللجنة للتكوين الأكاديمي المتخصص، ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الأكاديمية، وفق ما ذكره الدكتور عبد الهادي أمحرف، المتخصص في اللسانيات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل.
وأبدى أمحرف قلقه عبر نداء موجه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، مطالباً بفتح تحقيق عاجل، مؤكداً أن هدفه حماية اللغة الأمازيغية والحفاظ على معايير الكفاءة الأكاديمية، مشدداً على أن تدريس ديداكتيك أي لغة يتطلب معرفة دقيقة ببنيتها ومعجمها وصعوباتها الصوتية والتداولية، وهو ما يثير الريبة في حالة اختيار مرشح لا يتقن اللغة سوى بعض المفردات البسيطة. كما أشار إلى أن أغلب أعضاء اللجنة لا يمتلكون تكوينا أكاديميا متخصصا في الأمازيغية، رغم أن المعايير المنهجية تفرض إجراء المباريات والإجابة بها باللغة المستهدفة.
من جهتها، أكدت جامعة محمد الأول بوجدة، عبر رئيسها الدكتور ياسين زغلول، أن النتائج النهائية للمباراة لم تُعلن بعد، وأن اللجنة العلمية المكوّنة من خمسة أساتذة خبراء في المجال تتبع منهجية قانونية دقيقة في اختيار المترشح الأنسب، مشيراً إلى أن كل مترشح متضرر له الحق في الطعن لدى مصلحة كتابة الضبط برئاسة الجامعة، وأن المؤسسة ستتخذ الإجراءات اللازمة وفق القوانين المعمول بها لضمان الشفافية والنزاهة.
16/09/2025