بدأت معالم تحول سياسي ملموس في إقليم آسا الزاك تتضح، بعدما فشل رئيس المجلس الإقليمي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة في تنظيم ما أسماه “ملتقى الصالحين” بتمويل من المال العام، ضمن حملات انتخابية مبكرة لاستمالة الناخبين، إذ قوبل الحدث بمقاطعة شعبية واسعة اعتُبرت بمثابة استفتاء صامت ضد النخب التقليدية التي استمرت في مواقع المسؤولية دون تقديم أي حصيلة ملموسة.
في المقابل، نجح حراك الأرض بقيادة شباب وتنسيقيات محلية في فرض نفسه كبديل فعّال على المستوى التواصلي والتنظيمي، حيث عقد 11 لقاءً مع القبائل كافة، افتتحت بالنشيد الوطني وزُينت بصور الملك محمد السادس، واختتمت ببرقيات ولاء للعرش، في رسالة واضحة للخصوم ولمحاولات التشويش القادمة. كما أكد الحراك، الذي انطلق احتجاجاً على محاولات تحفيظ أراضي آسا، دوره في ربط المسؤولية بالمحاسبة وعرض حصيلة نضاله الممتدة لأكثر من ثلاث سنوات، في مشهد وضع المنتخبين التقليديين في موقف محرج.
برز في هذا السياق جيل جديد من النخب الصحراوية غير المستفيدة من الريع، الذي رفع مطالب الساكنة بجرأة دون تجاوز الثوابت الوطنية. وأكد قادة الحراك، من بينهم الحسين حريش وداي ببيبوط وبيناهو بوجمعة، على أهمية حماية أراضي القبائل وترشيد الاحتجاج، مع الحفاظ على اللحمة الاجتماعية وروابط الانتماء للعرش والوطن. كما أشاد شيوخ ولجان الأرض بدور الأطر القانونية والأكاديمية في توجيه الحراك، معتبرين أن الجهود المشتركة ساهمت في استعادة الروابط القبلية والاجتماعية وضمان حماية الأرض من التعديات، مع ترسيخ مبادئ المشاركة والتنمية المستدامة.
16/09/2025