ليلة غير عادية عاشتها مدينتا الناظور والدريوش، بعدما حلّ وزير الصحة والحماية الاجتماعية بشكل مفاجئ بالمستشفى الحسني، ليصطدم بواقع صادم: أقسام شبه فارغة، أطباء غائبون، ومستعجلات في وضع كارثي لا يليق حتى بقرية معزولة.
الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل مواجهة مباشرة مع الحقيقة المرة التي يعرفها المواطنون منذ سنوات: نظام صحي متآكل يترك المرضى في مواجهة الألم والعجز.
الوزير، الذي بدا منزعجاً مما رآه، أعلن عن حزمة قرارات عاجلة تخص إقليم الناظور، أبرزها دعم المستشفى بأطر طبية وتمريضية جديدة، وتزويده بتجهيزات حديثة علّها تنعش العرض الصحي المتدهور.
لكن المفاجأة الأكبر كانت عندما قرر الوزير أن يواصل جولته ليلاً نحو مدينة الدريوش. هناك، كانت الصورة أكثر قتامة: مستشفى جديد، لكن بلا أطباء، بلا معدات، بلا أطقم… قوقعة فارغة وسط مدينة تنتظر الإنقاذ ، رغم تسارع مندوبية الصحة بالإقليم إلى إحضار أطقم طبية من مراكز صحية أخرى لإستقبال الوزير وتعزيز ساحة المستشفى بسيارات إسعاف خاصة ، بعد توصل إدارة المستشفى بإتصال يفيد أن الوزير في الناظور .
الخطوة أثارت تفاعلاً محلياً واسعاً، حيث اعتبرتها فعاليات مدنية رسالة قوية بأن الوزارة بدأت تسمع أخيراً أنين المواطنين، وأن زمن تقارير المكاتب المكيفة قد ولّى، ليحل محله الوقوف الميداني على جراح قطاع ينزف منذ عقود.
17/09/2025