تتجه الأنظار، يوم غد الخميس، نحو محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث تستأنف واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في المغرب خلال السنوات الأخيرة: محاكمة سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، القياديين السابقين بحزب الأصالة والمعاصرة، في الملف المعروف إعلاميا بـ “إسكوبار الصحراء”.
القضية، التي كشفت عن شبكة معقدة تتداخل فيها السياسة بالمال والنفوذ ، تعود إلى أواخر سنة 2023، حين تفجرت فضيحة تورط أسماء وازنة في ملفات التهريب الدولي للمخدرات والتزوير. وفي قلبها يبرز اسم المواطن المالي الحاج أحمد بنبراهيم، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، الذي يقضي عقوبة سجنية ويعتبر الشاهد المحوري في هذا الملف.
جلسة الغد ينتظر أن تكون حافلة بالتطورات، بعدما قررت هيئة الحكم برئاسة القاضي علي الطرشي إعادة استدعاء المغنية الشهيرة لطيفة رأفت، بصفتها الزوجة السابقة لبنبراهيم، إلى جانب شخصيات أخرى من بينها نقيب الزاوية الناصرية، وسامية موسى الزوجة السابقة لعبد النبي بعيوي ووالدتها جميلة بطيوي. شهادات قد تحمل في طياتها تفاصيل جديدة تزيد الملف تعقيدا وإثارة.
ويُتابع في هذه القضية ما مجموعه 28 متهما، بينهم عناصر من الدرك والأمن، وضابط سامٍ، وموظفون جماعيون، ورجال أعمال، ما يجعل الملف أكبر من مجرد محاكمة شخصين، بل أشبه بمرآة تكشف شبكة نفوذ ممتدة بين السياسة والاقتصاد والجريمة المنظمة.
الاتهامات الموجهة إلى الناصري وبعيوي ثقيلة: المشاركة في عمليات تهريب المخدرات نحو دول الساحل عبر الجزائر، والتورط في صفقات مشبوهة، بل وحتى الاستيلاء على فيلا فاخرة في الدار البيضاء تعود ملكيتها لبنبراهيم نفسه.
وبينما يترقب الرأي العام مجريات هذه الجلسة، يبقى السؤال المطروح: هل تكشف المحاكمة عن خيوط جديدة لهذا الملف الذي يجمع بين السياسة والفن والجريمة المنظمة، أم أن بعض أسراره ستظل حبيسة الكواليس؟
17/09/2025