بدأت الياجوري شغفها بعلم الفلك من مدينة الرباط، حيث حصلت على شهادة الإجازة في كلية العلوم سنة 2013 بتقدير “جيد”. بعد ذلك، سافرت إلى فرنسا لمتابعة دراساتها العليا، وحصلت على درجة الماجستير في علم الفلك والفيزياء الفلكية وهندسة الفضاء من جامعة “بيير وماري كوري”. تتويجاً لمسارها الأكاديمي، نالت درجة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية عام 2018 من مرصد باريس.
في عام 2022، أصبحت الياجوري أول باحثة عربية وإفريقية تحصل على جائزة التميز في الدكتوراه من الاتحاد الفلكي الدولي، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذه الجائزة التي تأسست عام 2016. كانت أبحاثها التي نالت عنها هذه الجائزة تدور حول الأشرطة النجمية المنتشرة (Diffuse Interstellar Bands)، وهي بصمات ضوئية معقدة تنتج عن جزيئات معقدة بين النجوم.
بعد حصولها على الدكتوراه، عملت الياجوري في مؤسسات علمية مرموقة مثل المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي ومعهد الفيزياء الفلكية الفضائية في فرنسا، حيث ساهمت في تحليل بيانات تلسكوبي هابل وجيمس ويب. كما شاركت ضمن فريق علمي دولي في اكتشاف جزيء “كاتيون الميثيل” (+CH3) لأول مرة في الفضاء باستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب. هذا الجزيء يعتبر أساساً لجميع أشكال الحياة المعروفة، وقد كان العلماء يتوقعون وجوده منذ السبعينيات.
إلى جانب عملها البحثي، تكرس الياجوري جهودها لتبسيط العلوم ونشر الوعي حول علم الفلك في المغرب، خاصة في الأماكن النائية. هي مؤسسة لبرامج توعوية مثل “سبيس باص المغرب” و “الرحّل للعلم“، وهي مبادرات تهدف إلى إيصال المعرفة العلمية إلى الأطفال والمجتمعات الريفية. كما أسست برنامج “نجوم الأمير الصغير” لإلهام الفتيات والطلاب الصغار.
عملها المتميز في مجال التواصل العلمي أهلها للحصول على جوائز دولية، من بينها جائزة كاميل فلاماريون للتواصل العلمي التي تمنحها الجمعية الفلكية الفرنسية. كما تم اختيارها ضمن قائمة “أفضل 100 شاب إفريقي”، وهو ما يعكس تقدير إسهاماتها الكبيرة في البحث العلمي والتوعية.
التحاق مريم الياجوري بمعهد علوم تلسكوب الفضاء في ناسا يمثل قمة مسيرتها حتى الآن، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين الشباب من المغرب والعالم. فكما قالت بنفسها، “أحلام الطفولة، حتى تلك التي تولد تحت سماء بعيدة عن مراصد العالم، يمكن أن تجد مكانها يوما ما في أعظم المغامرات العلمية”.
