في حي لعراصي بالناظور، تحولت جلسة عابرة بين ثلاثة شبان إلى مأساة تهزّ المدينة. فجر يومه الخميس، لفظ شاب ثلاثيني أنفاسه الأخيرة بعد جرعة قاتلة من مخدر “البوفا” السام. لكن الفاجعة لم تتوقف عند حدود الإدمان، بل امتدت لتكشف وجهاً صادماً عن واقع المستشفى الحسني.
بحسب مصادر مقربة، كان بالإمكان إنقاذ الضحية لو وجد الأكسجين في قسم المستعجلات. غير أن أسرته اصطدمت بصدمة أكبر تتمثل في غياب هذه المادة الحيوية، رغم توسلاتهم وصرخاتهم لإنقاذ حياة ابنهم. هكذا رحل الشاب بين أيدي قلة من الممرضين ، فيما الحسرة تلتهم قلوب ذويه.
المفارقة الموجعة أن هذا المشهد الدموي جاء بعد ساعات فقط من زيارة وزير الصحة والحماية الاجتماعية للمستشفى ذاته، حيث وُجهت له تطمينات متفائلة بأن “كل شيء على ما يرام” وأن المستشفى مجهز بكافة الضروريات. غير أن موت الشاب كشف المستور، وفضح “التجهيزات الوهمية” التي لم تتجاوز حدود الكلام.
حادثة الناظور تضع علامات استفهام كبرى: كيف يُترك مستشفى إقليمي يخدم الآلاف دون أوكسجين في قسم الطوارئ؟ ومن يحاسب على حياة أزهقت بسبب الإهمال والتضليل؟ بين سموم الشوارع وفساد المؤسسات، يبدو أن أرواح الشباب تُستنزف بلا رقيب ولا حساب.
د
18/09/2025