كشفت التحريات التي قامت بها عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس عن تورط شبكة إجرامية في النصب على الراغبين في الهجرة إلى الخارج، حيث تجاوز عدد الضحايا 150 شخصا، وتم الاستماع إلى 66 منهم في محاضر رسمية. ووفق المعلومات المتوفرة لدى “كواليس الريف”، فقد تم خداع الضحايا من خلال وعود بعقود عمل في دول أوروبية، لا سيما إسبانيا، مع استقطابهم عبر وسطاء وطلب مبالغ مالية تتراوح بين 20 ألف و60 ألف درهم، إما بالحساب البنكي للشبكة أو نقدا.
وأفادت التحريات أن الضحايا وقعوا على عقود مزورة لدى مكتب موثق بمكناس، دون الاطلاع على بنودها، حيث تم تحرير العقود بأثر رجعي خلال فترة توقف الموثق عن العمل بين يوليو 2024 ويوليو 2025. وأوضح الضحايا أن العقود تضمنت تواريخ مزورة وأرقام غير صحيحة، وهو ما يعكس مدى التلاعب الذي مارسته الشبكة لإيهامهم بتحقيق حلم الهجرة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وسبق للوكيل العام للملك بمكناس أن أوقف الموثق المتورط على خلفية جناية تزوير وثائق رسمية واستعمال توقيعات مزورة، وهو ما يعزز الإجراءات القانونية ضد الشبكة الإجرامية. ويأتي هذا التدخل بعد جهود استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني، بهدف حماية الراغبين في السفر من الوقوع ضحايا للنصب والاحتيال.
18/09/2025
