شهد حي ليساسفة بالدار البيضاء حالة من الزحام بعد أن عرض أحد المحلات كمية من زيت الزيتون البلدي بسعر منخفض بشكل غير مسبوق، حيث بلغ 5 لترات فقط بـ150 درهم، أي أقل من 30 درهم للتر، مصحوبًا بشعار جذب انتباه المواطنين: “وا فابور اللي عندو يغمس واللي ما عندوش حتى هو يغمس”. وأدى هذا العرض إلى تهافت الناس على الشراء، خاصة بعد انتشار فيديوهات المحل على منصة “تيكتوك”، لكن السعر المنخفض أثار شكوكًا واسعة حول أصالة الزيت وجودته، خصوصًا في ظل الأسعار المرتفعة المعتادة التي تجاوزت 120 درهم للتر في الموسم الماضي.
ولم تقتصر الظاهرة على ليساسفة، بل امتدت إلى أحياء أخرى مثل رياض الألفة بالحي الحسني، حيث تعرض محلات أخرى الزيت بأسعار تتراوح بين 150 درهم للـ5 لترات، مؤكدة أنه مستورد من نواحي مراكش ومعبأ في عبوات حاملة لرخصة ONSSA، ما جعل المستهلكين في حيرة بين الثقة في الجودة أو الشك في احتمال الغش والتلاعب. وأكد المهنيون أن الزيت البلدي الحقيقي يصعب أن يصل لمثل هذه الأسعار المنخفضة، خاصة زيت الفيتور المستخلص من بقايا الزيتون الذي لا يقل ثمنه عن 50 درهم للتر في الأسواق المراقبة.
وسط هذا الجدل، بدأت أصوات المطالبة بتدخل الجهات المختصة لتفعيل الرقابة وحماية صحة المستهلكين، منعًا لانتشار منتجات مجهولة المصدر بأسعار مغرية تثير القلق. وفي ظل تناقض الأسعار بين الإغراء والخطر المحتمل، يبقى المواطن في وسط معركة حقيقية بين الطمع في اقتناء الزيت البلدي الرخيص والخوف من الغش، وهو ما أطلق عليه البعض “حرب الزيت البلدي” التي باتت حديث سكان كازا.
19/09/2025
