شهدت متاجر كبرى في فرنسا خلال الأيام الأخيرة اختفاء علب السردين من رفوفها، الأمر الذي أثار قلق المستهلكين وأشعل نقاشا واسعا على منصات الإعلام وشبكات التواصل. وفي الوقت الذي تحدث فيه خبراء الاستهلاك عن “ندرة” محتملة لهذا المنتوج الشعبي، أوضح مسؤولون في وحدات تحويل تقليدية بمنطقة بريتاني أن ما يجري ليس أزمة حقيقية، بل مجرد انقطاعات مرتبطة بالإمدادات القادمة من المغرب، مؤكدين أن السوق الفرنسية ما تزال قادرة على التزود.
وتشير تقارير إعلامية فرنسية إلى أن المغرب بات المزود الأول للسردين المعلب بفرنسا، حيث تجاوز خلال العقدين الماضيين مصانع التعليب التاريخية في بريتاني بفضل كلفة إنتاج منخفضة، ما جعل السوق الفرنسية أكثر ارتباطا بالواردات المغربية. غير أن هذا الاعتماد المفرط كشف عن هشاشة واضحة أمام أي تقلبات في سلاسل التوريد، خاصة مع الضغوط المناخية وتراجع الإنتاج البحري.
وبحسب صحيفة “RTL”، فإن أسباب النقص تعود إلى الصيد المفرط لتلبية الطلب الكبير والأسعار التنافسية، إضافة إلى تأثير التغيرات المناخية التي قلصت من وفرة العوالق، الغذاء الرئيسي للسردين، ما انعكس على نموه وتكاثره. ويتوقع خبراء أن عودة العلب إلى رفوف المتاجر قد تستغرق عدة أشهر في انتظار مراجعة عقود التوريد بين الشركات الفرنسية والمصانع المغربية، وسط توقعات بارتفاع الأسعار بما بين 20 و30 في المئة، ما يطرح تساؤلات حول استدامة هذا النموذج القائم على الاستيراد.
19/09/2025
