قدمت مؤسسة “إليزكا ريليف”، ممثلة بمديرتها شارلوت باما، شهادة مثيرة للجدل خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كشفت من خلالها عن أوضاع مأساوية يعيشها آلاف الأطفال في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. وأوضحت المنظمة أن عدداً من هؤلاء القاصرين يُجبرون على القيام بأعمال شاقة وخطرة داخل منجم غارة جبليت، في بيئة غير آمنة، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات الدولية التي تحظر تشغيل الأطفال في الأعمال الضارة بصحتهم ونموهم الجسدي والعقلي.
كما أبرزت المؤسسة أن جبهة البوليساريو تمارس تجنيد الأطفال قسراً داخل المخيمات، حيث يُفصل القاصرين عن أسرهم ويخضعون لتدريبات عسكرية قاسية، تُجبرهم على حمل السلاح والمشاركة في استعراضات قتالية، مع تعرضهم لعقوبات شديدة في حال رفضوا الانصياع. وقد أكدت المعطيات أن أكثر من 8 آلاف طفل تأثروا بهذه الممارسات، التي تُعد انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، ما يرفعها إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية تستدعي مساءلة مرتكبيها.
وختمت “إليزكا ريليف” دعوتها للمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية الأطفال من كافة أشكال الاستغلال في مخيمات تندوف وفرض رقابة دولية على أنشطة جبهة البوليساريو. وطالبت السلطات الجزائرية بتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية، والتعاون الكامل مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة، لضمان إجراء تحقيق مستقل وشفاف وتحديد المسؤوليات بدقة، مع محاسبة المتورطين في الانتهاكات.
19/09/2025