kawalisrif@hotmail.com

التزييف العميق.. بين الدهشة التقنية ومخاطر عصر ما بعد الحقيقة

التزييف العميق.. بين الدهشة التقنية ومخاطر عصر ما بعد الحقيقة

تغزو شبكة الإنترنت يوميا موجة من المقاطع والصور المفبركة التي يصنعها الذكاء الاصطناعي فيما يعرف بـ”التزييف العميق” (Deepfake)، حيث تتحول وجوه المشاهير والسياسيين والمؤثرين إلى أدوات في يد تقنيات قادرة على تقليد الأصوات وتعابير الوجه وحركات الشفاه بدقة مدهشة. ورغم أن هذه المقاطع قد تبدو أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، إلا أن ما تخفيه من إمكانيات للتلاعب بالرأي العام يثير مخاوف متنامية بشأن تداعياتها على الوعي الجمعي.

الخبير في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الصاعدة، مروان هرماش، أوضح في تصريح لـ”كواليس الريف” أن هذه الظاهرة تقوم على أسس “التعلم العميق” لإنتاج محتوى يبدو أصليا ويصعب كشف زيفه. وعلى عكس تقنيات المونتاج الكلاسيكية التي يمكن رصدها بسهولة، فإن التزييف العميق يتجاوز الحدود التقليدية، مما يجعل كشفه تحديا حقيقيا أمام المستخدم العادي. وبينما يرى البعض فيه وسيلة للهزل وصناعة محتوى ساخر، يعتبر آخرون أن انتشاره يهدد الثقة في كل ما يُنشر عبر المنصات الرقمية.

شهادات شبابية تعكس هذا الانقسام؛ فسفيان (29 سنة) يرى أن هذه الأدوات تُهدر في إنتاج مقاطع ترفيهية كان الأجدر توظيفها لأغراض تعليمية، بينما عبّرت أمل (26 سنة)، أستاذة وطالبة دكتوراه، عن قلقها العميق من صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف، معتبرة أن تأثير هذه المقاطع على التلاميذ خطير للغاية. ويتفق خبراء على أن المستقبل سيحمل نسخة أكثر تعقيدا وواقعية من هذه التقنية، ما ينذر بعصر “ما بعد الحقيقة”، حيث يصبح وقع الرسالة أهم من صدقيتها، وتغدو الحدود بين الواقع والوهم أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

19/09/2025

Related Posts