في ضربة جديدة للجريمة المنظمة، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن حجز 22 سيارة فاخرة ومتوسطة جرى التلاعب في وثائقها ومحاولة تهريبها عبر ميناء الجزيرة الخضراء، وذلك تزامناً مع تشديد المراقبة الأمنية خلال عملية “مرحبا – عبور المضيق”.
وبحسب المعطيات الأمنية، تمكنت عناصر الشرطة من إحباط تسع محاولات تهريب مباشرة من الميناء، كانت السيارات خلالها في طريقها إلى شبكات إجرامية متخصصة في إعادة توزيعها داخل عدد من الدول الإفريقية. هذه الشبكات اعتمدت على تزوير الوثائق وتغيير الملكيات بشكل وهمي لإخفاء الهوية الحقيقية للمركبات، مستهدفةً بالأساس شركات كراء السيارات التي غالباً ما تفقد أثر سياراتها المسروقة.
التحقيقات كشفت كذلك عن ارتباط وثيق بين هذه المركبات وشبكات تهريب المخدرات، إذ استُعملت بعض العربات، خصوصاً الشاحنات القوية والسيارات رباعية الدفع، في تزويد قوارب “الناركو” بالوقود ونقل شحنات غير مشروعة. وأسفر التدخل الأمني عن اعتقال 11 مشتبهاً فيهم، إضافة إلى توقيفات أخرى مرتبطة بجرائم التزوير والتهرب من الالتزامات الضريبية وقوانين السير.
ويرى مراقبون أن هذه العملية تعكس الوجه المظلم لميناء الجزيرة الخضراء، الذي تحوّل تدريجياً إلى بؤرة للجرائم العابرة للحدود، من سرقة السيارات إلى تهريب المخدرات. كما يطرح هذا الواقع تساؤلات جدية حول مسؤولية مدريد في تأمين الضفة الشمالية للمضيق، وحول مستقبل التعاون الأمني مع المغرب الذي يظل في الصف الأمامي لمواجهة الشبكات نفسها على الضفة الجنوبية.
19/09/2025