kawalisrif@hotmail.com

المغرب بين قيود البومرز وطموحات الشباب المهاجر

المغرب بين قيود البومرز وطموحات الشباب المهاجر

يصف ناشطون مغاربة واقع بلادهم بأنه أصبح “مقبرة للشباب وجنة للشياب”، حيث تهيمن ثقافة متقاعدين البومرز على الحياة العامة، وتفرض رؤيتها التقليدية على كل ما يحيط بالشباب. في هذا المناخ، يجد الشاب نفسه محدود الحرية، مقيدًا بالتقاليد الاجتماعية ومتطلبات رضا الوالدين، مع قلة الفرص لممارسة هواياته أو الانخراط في أنشطة رياضية أو ثقافية، مما يتركه في حالة إحباط مستمرة ويعزز رغبة الهجرة كخيار وحيد للخلاص والبحث عن فرص أفضل.

ويتضح من التجارب اليومية أن الشباب المغربي يعاني من غياب صوت مؤثر في الحياة العامة، حيث يُواجه أي تعبير عن اختلاف الرأي سواء على الإنترنت أو في الأماكن العامة، بتجاهل الدولة أو تهديدات اجتماعية مباشرة. بالمقابل، في دول أخرى، يجد الشباب مساحة لممارسة هواياتهم بحرية، من الغناء والرقص إلى التعبير عن الهوية الشخصية من خلال الملابس والمظهر، في حين أن المجتمع المغربي اليوم يشهد تنميطًا اجتماعيًا يفرض قيودًا صارمة على الحريات الفردية ويحد من تنوع الثقافات الشبابية التي كانت موجودة سابقًا في الألفينات.

ويرى المراقبون أن هذا الوضع يجعل الهجرة رغبة مشتركة بين مختلف الطبقات الاجتماعية، من الأطباء وخريجي المدارس العليا إلى الموظفين والطلاب، حيث يمثل مغادرة البلاد فرصة للبحث عن حياة أكثر حرية واستقلالية. وفي الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو تظاهرات ومطالب اجتماعية متصاعدة، يظل الشباب المغربي معرضًا لمخاطر الهجرة غير النظامية، ما يستدعي تدخل الدولة لتطوير الفضاء العام وتعزيز الحريات، مع توفير فرص ثقافية وتعليمية ورياضية قادرة على تحفيز الشباب على البقاء والمساهمة الفعّالة في المجتمع.

19/09/2025

Related Posts