حزب الله يدعو السعودية لتجاوز الخلافات وفتح جبهة إقليمية ضد إسرائيل

دعا نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، إلى “فتح صفحة جديدة” في العلاقات الثنائية وتجاوز الخلافات السياسية المستمرة منذ سنوات، بهدف تشكيل جبهة إقليمية موحدة لمواجهة إسرائيل. وجاءت هذه الدعوة في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة بعد عام من المواجهات العسكرية بين ميلشيات الحزب وإسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل الأمين العام السابق حسن نصر الله في غارات جوية إسرائيلية، ما دفع قاسم إلى التأكيد أن سلاح الحزب موجه حصراً ضد إسرائيل وليس ضد لبنان أو أي دولة عربية أخرى.

وأشار قاسم في خطاب متلفز إلى أن الحوار مع الرياض يمكن أن يجمّد الخلافات السابقة على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية، مبرزاً أن أي ضغوط خارجية لنزع سلاح الحزب تصب في مصلحة إسرائيل فقط. وتأتي هذه التصريحات بعد أن صُنّف الحزب من قبل السعودية ودول خليجية أخرى منظمة إرهابية منذ 2016، في حين دعمت هذه الدول، مؤخراً، جهوداً دولية وأميركية للضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، الذي تعزز نفوذه داخلياً بفضل الدعم الإيراني، ما أدى إلى توترات متكررة مع الرياض.

ويرى محللون أن الدعوة الحالية تمثل محاولة لإعادة التموضع السياسي إقليمياً بعد الخسائر التي تكبدها الحزب في الحرب الأخيرة مع إسرائيل وفقدانه حليفه في دمشق عقب الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024. وتعكس تصريحات قاسم سعي الحزب إلى إيجاد مساحات للتقارب مع دول عربية، بما فيها السعودية، لمواجهة إسرائيل، رغم أن استجابة الرياض لهذه الدعوة مرهونة بسلوك الحزب العملي، خصوصاً دوره العسكري في لبنان والمنطقة، ومدى التزامه بوقف أي نشاط يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن الخليجي، في ظل تراجع الدعم الإيراني وتصاعد الضغوط الغربية على الحزب.