اختارت عمدة جماعة الدار البيضاء نهجاً عملياً مختلفاً لمواكبة الشباب، مغايراً لما تروج له بعض البرامج الوطنية التي تقتصر على الشعارات والأنشطة الموسمية، من قبيل “جواز الشباب” أو الألعاب الإلكترونية والمهرجانات في الرباط. فقد ركزت الجماعة على إطلاق مبادرات ميدانية تهدف إلى تأطير الشباب وتمكينهم من فرص عملية في مجالات المقاولة، الابتكار، الرياضة والثقافة، انطلاقاً من وعي محلي بأن معالجة تحديات الشباب لا يمكن أن تتم عبر الخطابات الفضفاضة بل من خلال برامج ملموسة على الأرض.
وأوضح إعلان رسمي لجماعة الدار البيضاء أن العملية تستهدف الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و40 سنة، والمتحدرين من مختلف الفئات الاجتماعية في المدينة، مشيراً إلى أن التسجيل مفتوح للاستفادة من برنامج التمكين الاقتصادي، المنجز بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ويهدف إلى دعم مشاريع الشباب وتطوير أنشطتهم المدرة للدخل. وأكد الإعلان أن فترة الترشيح تمتد من 22 شتنبر 2025 إلى غاية 31 أكتوبر 2025، عبر تعبئة الاستمارات على الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
في المقابل، تتواصل وزارة الشباب في إعادة إنتاج برامجها التقليدية التي تقتصر على الجانب الدعائي، مثل “جواز الشباب”، وهي مبادرات سبق الإعلان عنها في مناسبات متعددة دون أن تترك أثراً ملموساً في حياة الشباب. وانتقد مراقبون تبديد الموارد في أنشطة لا تسهم في معالجة المشكلات الجوهرية المتعلقة بالتشغيل، التكوين، والاندماج الاجتماعي، وهو ما يجعل مبادرات الجماعة البيضاوية خطوة إيجابية وواقعية تُسهم فعلياً في فتح آفاق للشباب على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.