ما يزال حلم “الحريك” يراود عددا كبيرا من الشباب المغاربة، خاصة في القرى والمناطق الشمالية التي اعتادت على عودة المهاجرين كل صيف، ما يغذي لدى الأجيال الجديدة توقا مستمرا إلى الهجرة نحو الضفة الأخرى بحثا عن مستقبل أفضل. ومع تشديد المراقبة على المسالك التقليدية للهجرة السرية عبر قوارب الموت من سواحل الشمال إلى إسبانيا، برزت مسارات بديلة تقود هؤلاء الشباب عبر ليبيا في اتجاه إيطاليا ثم إلى إسبانيا عبر شبكات تهجير منظمة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، رُصد نشاط متزايد لوسطاء وسماسرة في محيط القصر الكبير وسوق أربعاء الغرب، يعرضون على أبناء المنطقة خدمات تهجيرهم انطلاقا من الأراضي الليبية. وقد أثار انتشار مقطع فيديو لشاب من دوار الركاكدة بجماعة سوق الطلبة، وهو على متن قارب متجه إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية موجها تحية لقريته، موجة من الحماس بين شباب المنطقة الذين يتطلعون إلى إعادة التجربة نفسها.
وتؤكد مصادر محلية أن شخصا يعرف بلقب “الليبي” يقود هذه العمليات بمساعدة آخرين، عارضا على الأسر تسهيلات مقابل مبالغ مالية كبيرة، وهو ما خلق حالة من الارتباك والإغراء داخل العائلات. في المقابل، فضلت مصادر مسؤولة في هذه المناطق التعامل بحذر مع هذه الأخبار، مؤكدة أن ما يُتداول لا يتجاوز حدود الإشاعات، في غياب أي معطيات رسمية أو تحركات ملموسة ضد هذه الشبكات.
19/09/2025
