أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية كما هو معلوم عن إطلاق عملية عسكرية واسعة تحت اسم “سينيرجيا 25”، شاركت فيها قوات برية وجوية وبحرية، وشملت مناطق استراتيجية على غرار مضيق جبل طارق، جزر الكناري، مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، إضافة إلى الجزر المغربية الواقعة بالمتوسط، وفق ما أوردته صحيفة إل كونفيدينسيال الإسبانية.
وتصف مدريد هذه العملية بأنها إجراء وقائي لتعزيز الأمن، في وقت تتصاعد فيه المطالب المغربية بإنهاء الوجود الإسباني في الثغور المحتلة. ويرى مراقبون أن الهدف المباشر من هذه المناورات هو إظهار جاهزية الجيش الإسباني، وتوجيه رسائل ردع إلى الرباط، فضلاً عن طمأنة الرأي العام الإسباني.
من جهته، يعتبر المغرب أن هذه التحركات ذات طابع استعراضي أكثر من كونها تهديداً مباشراً، متمسكاً بموقفه المبني على الشرعية التاريخية والقانونية للمطالبة بسيادته على هذه الأراضي. ويستند المغرب في ذلك إلى شبكة من الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، ما يعزز ثقله الدبلوماسي إقليمياً ودولياً.
ويرى خبراء أن المناورات الإسبانية تعكس تحولاً في موازين القوى بالمنطقة، حيث لم يعد الوضع يميل لصالح مدريد كما في السابق. ويؤكدون أن السبيل الأمثل لتفادي التصعيد يكمن في الحوار الدبلوماسي، لا في الاستعراضات العسكرية التي تزيد التوتر ولا تقدم حلولاً للنزاع القائم.
وعلى مدى العقدين الماضيين، استطاع المغرب بناء قدرة ردع متوازنة من خلال تحديث قواته المسلحة، إطلاق صناعة دفاعية محلية، والاستفادة من موقعه الاستراتيجي الرابط بين الأطلسي والمتوسط. وهو ما جعل منه فاعلاً محورياً في ملفات الأمن والهجرة ومكافحة الإرهاب.
وفي النهاية، تكشف عملية “سينيرجيا 25” عن قلق متنامٍ لدى إسبانيا من صعود المغرب كقوة إقليمية، غير أن مستقبل العلاقات بين الجارين لن يُحسم بالمناورات العسكرية، بل عبر مفاوضات تراعي الحقوق المشروعة وتفتح أفقاً لتسوية تاريخية طال انتظارها.
21/09/2025











