يتجدد الجدل في مدينة المحمدية مع تزايد حضور أشجار النخيل في شوارعها وأحيائها، حتى باتت السمة الغالبة على المشهد الحضري، ما أثار تساؤلات نشطاء بيئيين وفاعلين محليين حول جدوى هذا الاختيار وأثره على التنوع النباتي. واعتبر منتقدون أن سياسة “التنخيل” أفقدت المدينة تنوعها البيئي وأضعفت جمالية فضاءاتها، داعين إلى مراجعة مقاربة التشجير بما يضمن التوازن بين الجمالية والاستدامة.
النقاش تجاوز منصات التواصل الاجتماعي إلى مبادرات عملية، إذ بادرت جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة إلى مراسلة رئيس المجلس الجماعي، مطالبة بوقف غرس “النخيل الرومي” واعتماد بدائل نباتية أكثر ملاءمة للمناخ المحلي. الجمعية شددت على أن موجات الجفاف والحرارة الاستثنائية التي تعيشها البلاد تفرض البحث عن حلول مستدامة، من بينها إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة لضمان بقاء المساحات الخضراء. كما لفتت إلى اجتثاث أشجار معمرة واستبدالها بنباتات دخيلة لأغراض تجارية، في غياب رؤية منسجمة مع واقع المدينة البيئي.
واقترحت الجمعية قائمة بديلة من الأشجار المقاومة للجفاف والحرارة، بينها الطرفاء والعرعار والبلوط، إضافة إلى التوت والصنوبر الحلبي واللبخ والجاكراندا، مؤكدة أن هذه الأنواع قادرة على توفير الظل وتنقية الهواء وتعزيز التنوع البيولوجي. وختمت الجمعية مذكرتها بالتأكيد على أن استعادة لقب “مدينة الزهور” يمر عبر تنويع الغطاء النباتي والقطع مع غرس النخيل الرومي، مشيرة إلى أن المغرب يتوفر على ثروة نباتية غنية يمكن الاستفادة منها لإعادة بناء علاقة متوازنة بين المواطن وفضائه البيئي.
22/09/2025