kawalisrif@hotmail.com

الناظور :    موسم الصيد على الأبواب … “الپاريخات” بميناء بني أنصار تستعيد عافيتها وسط تحديات متزايدة

الناظور : موسم الصيد على الأبواب … “الپاريخات” بميناء بني أنصار تستعيد عافيتها وسط تحديات متزايدة

مع نهاية موسم الأخطبوط وتراجع حركة الأسواق البحرية، يشهد ميناء بني أنصار خلال الأيام الأخيرة نشاطاً غير اعتيادي في الورش الجاف، حيث شرعت غالبية مراكب الصيد الساحلي من صنف الجر (الپاريخات) في عمليات صيانة شاملة. خطوة استباقية تهدف إلى مواجهة التحديات المقبلة وضمان جاهزية الأسطول لموسم صيد جديد، في ظل أزمات اقتصادية وضغوط بيئية متصاعدة تعكس واقع مهنة الصيد الساحلي في المنطقة، وتبرز مرونة المهنيين في التكيف مع الظروف الصعبة.

مصادر مهنية مطلعة أكدت أن المهنيين استثمروا فترة التوقف في أعمال صيانة جوهرية، شملت الطلاء، وإصلاح الألواح الخشبية التالفة بفعل “سوسة الخشب”، إضافة إلى الفحص الدقيق للمعدات الميكانيكية لضمان الجاهزية التقنية. وتستغرق هذه العمليات عادة ما بين ثلاثة أسابيع وشهر ، وفق المعايير الدولية للسلامة البحرية، حماية للأطقم وضماناً لاستمرارية العمل في ظروف آمنة.

ويخضع حالياً أكثر من 27 مركباً للإصلاح، وهو رقم يعكس حجم التحديات التي يواجهها القطاع، من تقلبات الطقس الموسمية إلى تراجع الكتلة الحية لبعض الأصناف البحرية. كما أن الارتفاع الكبير في تكاليف الرحلات البحرية يزيد من الضغوط على المهنيين، خاصة مع انخفاض الاستهلاك المحلي للمنتجات البحرية عقب نهاية الصيف وعودة الأسر إلى الالتزامات الدراسية.

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن عدداً من مراكب الصيد الساحلي القادمة من موانئ الشمال اختارت التوجه نحو سواحل الناظور، بعد قرار السلطات البحرية بالإغلاق الموسمي لمصيدة القيشريات “الأربيان” (الروبيان الأحمر – الغامبا) ابتداءً من منتصف هذا الشهر. وقد دفع هذا القرار المهنيين إلى البحث عن بدائل للحفاظ على وتيرة الإنتاج، رغم محدودية المخزون البحري في المتوسط.

ويؤكد خبراء القطاع أن هذه الفترة من التوقف، رغم صعوبتها، تمثل فرصة ذهبية لإعادة ترتيب أوراق الصيد البحري وتأهيل الأسطول، فضلاً عن مراجعة الاستراتيجيات لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة. كما تشدد ذات المصادر على أن الحاجة باتت ملحة لتطوير بنيات تحتية متقدمة بمختلف الموانئ المغربية، حتى تصبح مؤهلة للتعامل مع حجم الأسطول البحري المتنامي.

وتظل الآمال معلقة على المشروع الكبير الذي دشنه الملك محمد السادس، والذي يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الصيد الساحلي بالمغرب، بما يضمن استدامة المهنة وحماية مصالح البحارة والمجهزين على حد سواء.

22/09/2025

Related Posts