تشهد مدينة الدار البيضاء موجة من النقاش حول الدور الفعلي لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، بعد تصاعد أصوات انتقادية ترى أن بعض هذه الجمعيات تحيد عن أهدافها الأساسية، لتصبح أدوات تُستغل لأجندات سياسية وانتخابية، بدل التركيز على تحسين جودة التعليم ودعم التلاميذ وظروفهم الدراسية. ويرى متابعون أن بعض المنتمين للأحزاب يحاولون التغلغل في هذه الجمعيات أو التأثير عليها مباشرة، لاستغلالها كوسيلة للتقرب من الأسر وتمرير رسائل سياسية مبطنة.
ويتضح من الميدان أن عدداً من المؤسسات التعليمية بمختلف عمالات الدار البيضاء تحولت إلى مسرح لحملات انتخابية مبكرة، حيث تُستغل الاجتماعات الدورية للآباء أو اللقاءات التواصلية مع الأسر لتمرير رسائل سياسية، ما يشكل مساساً بحرمة المدرسة العمومية التي يفترض أن تظل فضاءً محايداً بعيداً عن التجاذبات الحزبية. وفي هذا الصدد، وصف الفاعل السياسي والجمعوي المهدي ليمينة هذا الوضع بالخطير، مشيراً إلى أن جمعيات الآباء التي كان من المفترض أن تراقب جودة العملية التربوية وتعزز الحكامة بالمؤسسات التعليمية، أصبحت للأسف أدوات لتصفية الحسابات السياسية والترويج لأجندات انتخابية ضيقة.
وحذر ليمينة من الانزلاقات التي تقوض المحتوى التربوي والتشاركي لهذه الجمعيات، موضحاً أن بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالتعليم يتسللون إلى الجمعيات للتأثير على أولياء التلاميذ واستغلال احتياجاتهم المدرسية لخدمة مصالح انتخابية ضيقة، ما يضر بثقة الأسر في المدرسة العمومية ويشوه صورة العمل المدني. ودعا إلى تدخل عاجل من السلطات الإقليمية والجهات الوصية على قطاع التعليم، لتشديد المراقبة وضمان شفافية انتخاب مكاتب جمعيات الآباء، وحمايتها من أي استغلال سياسي، حفاظاً على قدسية المدرسة وضماناً لحق التلاميذ في تعليم نزيه وبيئة تربوية سليمة.
22/09/2025