شهدت العلاقات المغربية الصينية دفعة قوية مع توقيع وزيري خارجية البلدين، ناصر بوريطة ووانغ يي، على مذكرة تفاهم لإرساء آلية حوار استراتيجي جديدة، تستند إلى الإعلان المشترك للشراكة الاستراتيجية الموقع في بكين سنة 2016 بين الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ. هذه المبادرة تأتي في سياق ازدهار متزايد للعلاقات الثنائية، تُرجم بارتفاع المبادلات التجارية التي يُتوقع أن تتجاوز عشرة مليارات دولار مع نهاية السنة الجارية.
خبراء من الجانبين أكدوا أن الخطوة تمثل أرضية ملائمة لتسريع الاستثمارات الصينية بالمغرب، خاصة في مجالات البنية التحتية، الدفاع السيبراني، والصناعات التحويلية. واعتبر ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الصيني الإفريقي للتنمية، أن الاتفاقية تحظى بدعم مؤسساتي صيني قوي، وأنها تفتح آفاقا جديدة لتعزيز موقع المغرب كوجهة استراتيجية لشركات كبرى، لاسيما في ظل الاهتمام الصيني بالمبادرة الملكية الأطلسية التي تمنح لبكين منفذا أوسع نحو غرب إفريقيا.
من جانبه، أبرز الباحث الصيني نادر رونغ أن توقيع المذكرة يعكس تقاربا ملحوظا في المواقف بين الرباط وبكين بشأن الحوكمة العالمية والدفاع عن نظام تجاري متعدد الأطراف، خاصة أمام تنامي النزعات الحمائية في الغرب. كما شدد على أن الاستثمارات الصينية المرتقبة ستسهم في نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المغرب، وتطوير الصناعة الوطنية، وخلق فرص عمل جديدة، ما يعزز مكانة المملكة كشريك موثوق ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.
23/09/2025
