kawalisrif@hotmail.com

المغرب يترقب ثورة في مواجهة الزهايمر :     أمل جديد بين الأدوية الحديثة والتشخيص المبكر

المغرب يترقب ثورة في مواجهة الزهايمر : أمل جديد بين الأدوية الحديثة والتشخيص المبكر

في وقت تتزايد فيه تحديات الشيخوخة وارتفاع عدد المصابين بالخرف في المغرب ، تتألق الأبحاث العلمية لتبشّر بحلول واعدة. الأدوية الحديثة مثل ليكانيماب ودونانيماب، إضافة إلى اختبارات الدم التشخيصية، تفتح أبواب أمل جديدة أمام المرضى وأسرهم، وتعيد النقاش حول كيفية مواجهة مرض الزهايمر، الذي يمثل حوالي 70٪ من حالات الخرف ويتسبب في أعباء اجتماعية واقتصادية ضخمة.

لكن الخبراء يحذرون: هذه الآفاق الواعدة لن تتحقق ما لم تترافق مع إصلاحات عاجلة في أنظمة الصحة العامة، والسياسات الاجتماعية، والمواقف المجتمعية. 40 متخصصاً في الزهايمر شددوا على هذه النقطة في مراجعة شاملة نشرتها مجلة The Lancet.

تشير الدراسة إلى أن العلاجات بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة يمكن أن تبطئ تقدم المرض بمستوى يوازي فعالية أدوية السرطان والتهاب المفاصل والتصلب المتعدد، إلا أن الخبراء ينبهون إلى أن اختلاف النتائج بين المرضى حسب العمر ومسار المرض والآثار الجانبية يتطلب التعامل بحذر.

وفي الوقت الذي يفرح فيه المرضى والأسر بآفاق العلاج الجديدة، تبقى العقبات قائمة: ارتفاع تكاليف الأدوية، وتعقيد الفحوصات، ونقص الرعاية السلوكية، ونقص الموارد، كل ذلك قد يحرم الكثيرين من الاستفادة الكاملة من هذه التقدمات العلمية.

وتبرز أيضًا مؤشرات واعدة على صعيد الوقاية، من خلال خدمات صحية متخصصة تحدد الأشخاص ذوي المخاطر العالية وتقدم برامج علاجية شخصية. لكن المفارقة أن معظم الحالات تظهر عند أشخاص ذوي خطر منخفض أو طبيعي، ما يجعل الإجراءات الوقائية على مستوى المجتمع – كتحسين التصميم الحضري، والحد من استهلاك الكحول والمشروبات السكرية – ضرورة قصوى لحماية أجيال المستقبل.

ويؤكد الأستاذ جيوفاني فريزوني من جامعة جنيف أن تحليلات الدم، والأدوية البيولوجية، والتدخلات الوقائية، تفتح أفقاً جديداً ومثيراً، لكن الاحتياجات الأساسية للمرضى ستظل قائمة. ويضيف: “على الأطباء وأخصائيي الخرف مواكبة التقدم في رعاية السلوكيات، واستخدام أدوات التشخيص المتقدمة، والرعاية النفسية والاجتماعية لضمان استفادة الجميع من هذه القفزة العلمية”.

في المغرب، كما في بقية أنحاء العالم، يفرض هذا التطور العلمي إعادة النظر في الاستراتيجيات الصحية، لضمان ألا تكون الأدوية الجديدة مجرد أمل بعيد المنال، بل أداة حقيقية لتحسين جودة حياة المرضى وذويهم، مع ضمان شمولية الرعاية والوقاية. إن التحدي القادم لن يكون فقط في اكتشاف الأدوية، بل في قدرة المجتمع على استيعاب هذه القفزة العلمية وتوظيفها لخدمة الإنسان قبل المرض.

23/09/2025

Related Posts