تصاعدت المخاوف في المغرب من تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات بين الأطفال والمراهقين، بعدما تحولت مشاهد تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال يقعون ضحايا للإدمان أو يصبحون جزءًا من شبكة ترويج السموم إلى مؤشرات خطيرة تهدد مستقبل الأجيال واستقرار الأسر. وأكد أنوار العسري، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام، أن هذه الظاهرة لم تعد حالات معزولة، بل أصبحت نزيفًا اجتماعيًا يطال حياة الجيل الصاعد، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من الشباب وقعوا فريسة للإدمان أو واجهوا السجن نتيجة جرائم ارتكبت تحت تأثير المخدرات.
وبينما يشدد الخبراء على أن التدخل الأمني وحده لا يكفي، دعا العسري إلى مقاربة شمولية تشارك فيها الدولة والمجتمع المدني والأسرة والمدرسة ورجال الدين، لتعزيز الوقاية، وتكثيف برامج التوعية، وتشديد العقوبات على المروجين، مع توفير بدائل تعليمية وثقافية ورياضية للقاصرين. وأكد أن هذه الجهود ضرورية لوقف نزيف الإدمان وحماية الشباب من الانزلاق في دوامة المخدرات، مع معالجة الأسباب البنيوية التي تغذي الظاهرة مثل البطالة والهشاشة الاجتماعية والهدر المدرسي وانسداد آفاق المستقبل.
وتدعم البيانات الأممية المخاوف المحلية، حيث كشف تقرير الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2025 عن ارتفاع استهلاك الأدوية النفسية بشكل غير طبي بين القاصرين بأكثر من 10%، وبدء انتشار تدريجي للكوكايين، وزيادة تتراوح بين 5 و10% في استهلاك الهيروين، فيما شهد القنب الهندي تراجعًا طفيفًا بين الفئة نفسها. وأوضح التقرير أن 10% من حالات العلاج من الإدمان في المغرب سنة 2021 كانت بسبب مادة “الترامادول”، مع تفوق نسبة النساء على الرجال، ما يستدعي تعزيز السياسات الوقائية والعلاجية، وإيلاء اهتمام خاص بالقاصرين الأكثر هشاشة أمام المخاطر المحدقة بهم.
23/09/2025