kawalisrif@hotmail.com

بعد إسدال الستار على إستنطاق رئيسا جماعة رأس الماء بالناظور ونائبهما … قاضي التحقيق بجرائم الأموال يلاحق الهارب فؤاد شاشا عبر “الإنتربول”

بعد إسدال الستار على إستنطاق رئيسا جماعة رأس الماء بالناظور ونائبهما … قاضي التحقيق بجرائم الأموال يلاحق الهارب فؤاد شاشا عبر “الإنتربول”

في فصل جديد من مسلسل الفساد الذي يهز جماعة رأس الماء، بإقليم الناظور، تحوّل المشهد إلى ما يشبه دراما شتشكوكية معقدة، تتساقط فيها أوراق المستور تباعاً. فاسم فؤاد شاشا، النائب السابق للرئيس السابق والعضو المعزول بقرار عاملي، صار العنوان الأبرز بعدما فرّ إلى إسبانيا، مباشرة عقب دخول الفرقة الجهوية للشرطة القضائية على خط واحد من أعقد الملفات التي نخرت الجماعة الساحلية خلال الولايتين السابقتين .

جلسة الأمس بمحكمة جرائم الأموال بفاس لم تكن عادية؛ إذ أماط قاضي التحقيق بالغرفة الأولى اللثام عن خيوط شبكة متشابكة تضم الرئيس الأسبق الصبحي الجيلالي، وابنه الرئيس السابق أحمد الجيلالي، إلى جانب نائبه محمد الحداوي وآخرين، في ملف تتداخل فيه جرائم الفساد الإداري والمالي، التهرب الضريبي، تبديد المال العام، وتسليم رخص عشوائية، حولت قطاع التعمير إلى مستنقع خروقات غير مسبوقة.

الأخطر أنّ القاضي أصدر أمراً بوضع فؤاد شاشا في لائحة المبحوث عنهم دولياً، مع رفع اسمه بشكل رسمي إلى الشرطة الدولية “الإنتربول”، وتفعيل البرقية الحمراء بحقه بتاريخ الاثنين 22 شتنبر الجاري، ما يعني أنّ ساعة الحقيقة اقتربت وأنّ الهروب نحو الضفة الأخرى لم يعد طوق نجاة.

الملف الذي اهتزّت له قاعة المحكمة، أحيل بعد انتهاء جلسات الاستنطاق على الوكيل العام بمحكمة جرائم الأموال، في انتظار الملتمسات النهائية التي ستحدد مسار القضية نحو محاكمة كبرى يترقبها الرأي العام المحلي والوطني على حد سواء.

رأس الماء إذن لم تعد مجرد جماعة ساحلية هادئة، بل تحولت إلى مرآة صادمة لفساد بنيوي، تتقاطع فيه الأسماء الثقيلة مع دهاليز المال العام، بين من يواجه العدالة ومن يلوذ بالفرار خارج الحدود. لتبقى الكلمة الأخيرة بيد القضاء، وحده القادر على طيّ هذه الصفحة السوداء… أو فتح جراح أعمق تعرّي ما تبقّى من المستور.

23/09/2025

Related Posts