يعيش مربو الدواجن بالمغرب على وقع أزمة حادة بسبب استمرار ارتفاع أسعار الكتاكيت داخل الضيعات، إذ لم يتراجع ثمن الكتكوت الواحد عن 12 درهما منذ فترة طويلة، رغم وفرة الأمهات المنتجة للبيض المخصب. مصادر مهنية كشفت أن هذا الوضع يثير شكوكا قوية حول ممارسات احتكارية تتحكم في السوق، خصوصا أن الأزمة تعمقت منذ ظهور إنفلونزا الطيور، ما جعل المربين الصغار والمتوسطين في مواجهة صعوبات خانقة.
سعيد جناح، الأمين العام للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، اعتبر في تصريح لـ”كواليس الريف” أن “الجشع يغلب على تعاملات المنتجين في غياب تام للمراقبة”، مشيرا إلى أن استغلال موجات الغلاء السابقة للدجاج ساهم في تثبيت سعر الكتكوت عند سقف مرتفع. من جهته، أكد محمد عبود، رئيس الجمعية ذاتها، أن “الارتفاع غير مبرر أمام وفرة الأمهات، ولا يمكن تفسيره إلا بالاحتكار وغياب المنافسة”، مشددا على أن هذا الوضع يبعد عددا من المربين الصغار عن دائرة الإنتاج.
ويحذر المهنيون من أن تراجع أعداد المنتجين الصغار يؤدي إلى تركيز السوق في يد الشركات الكبرى التي تتحكم في الأسعار ومسارات التوزيع، كما يحدث حاليا مع الكتاكيت والديك الرومي. ووفق أرقام مديرية تنمية سلاسل الإنتاج، فقد تجاوز معدل استيراد الأمهات البياضة 400 ألف وحدة خلال غشت الماضي، مقابل 216 ألفا فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول أسباب الغلاء واستمرار اختلال التوازن داخل السوق.
24/09/2025